|
وتنازع الحُبّانِ، من أختارُ؟ |
لِنعيم كلتا الجنّتين يُسارُ |
أمٌّ حبتني روحَها فببرّها |
يرضى الإلهُ الواحدُ الغفّارُ |
وشآمُ أمُّ العالمين بأرضها |
يتعانق التاريخُ والأزهارُ |
قالت: أخاف عليك يا ولدي الردى |
اقعدْ –فديتك- فالقتالُ أوارُ |
فأجبتها والدمعُ يلثمُ كفّها: |
أمّاه هلّا تشترى الأعمارُ |
أنا يا حبيبةُ في بنانِك خاتمٌ |
إن غبتِ عنّي هزّني استعبارُ |
لكنّما الرحمنُ قدّرَ أمرَنا |
فإذا قضاه فما له إنظارُ |
ولأنّ ذاك الموتَ حتمٌ قاهرٌ |
فليأتني ورفاقيَ الأبرارُ |
أرجوكِ أمّي أستميحك عِذرةً |
فالشام أمٌّ عقّها الفجّارُ |
قدَرٌ تحتّمَ فالقعودُ مذلّةٌ |
كُتِبَ الكتابُ وجفّتِ الأحبارُ |
وتحطّمت ساعاتُ يومٍ وادعٍ |
في قاسيونَ ولفّه الإعصارُ |
أممٌ تداعت كالكلاب تسومنا |
سوءَ الجزاءِ كأننا سِنْمارُ |
أبكي على أمٍّ رؤومٍ عقّها |
مَن أطعمته فما له إخفارُ |
أمّي وشامُ العزِّ وجهٌ واحدٌ |
للمجد تاريخٌ إليه يُشار |
فيحاءُ يا مهد النبوةِ ترتوي |
من راحتيك مفاوزٌ وقِفارُ |
عذراً لأمي لستُ أتركُ برَّها |
فبأخمصيها تُنظمُ الأشعارُ |
أقصى الأماني أن أقبّل رجلَها |
وبذاك عزٌّ للفتى وفخارُ |
فتصبّري وتجمّلي وترقّبي |
ستعود يا أمّي إلينا الدارُ |
وتضرّعي لله فهو المرتجى |
ليزيد فينا العزم والإصرارُ |
ولتعلمي أني بحبكما معاً |
ولدٌ له أُمّانِ لا يختارُ |