قد أكون عنيداً جداً, وقد أكون فقيراً جداً, قد أكفر بكل مسميات هذه الحياة, ولكني مؤمن بأن الأخ الحقيقي لا يموت, سواء كان وراء البحار, أم تحت التراب.
إنه يعيش معي لأنه الشيء الوحيد الذي أملك. سواء كان أخي الأكبر, أو أخي الأصغر, أو أخي من القبيلة الأخرى, أو حتى أخي من المدينة الأخرى, أو من العالم الآخر.
الأخ الحقيقي لا تبعده الحدود, ولا يغيبه فكر ما, ولا يسيطر عليه النسيان أبداً, إنه كالضوء في عتمة من آلام هذه الحياة, إنه الوطن في كل مدينة يعيش فيها. لأنه يسطر الروح في كل موقف تشتاق إليه نفوسنا.
إنه الكرامة التي لا تقيدها القضبان, والقيم التي نحتاج إليها في التيه, والفقدان الذي لا نشعر به أبداً وهو في قلوبنا, فالأخوة الحقيقية لا تسيطر عليها ثروة, ولا مشكلة, ولا أي شيء في هذا العالم.
أيها الأخ الذي تكافح هناك, كم أشتاق لك. وكم يكفيني فخراً أنك أخي, وأنك أصبحت أخي. ويكفيك فخراً أنك أخ حقيقي لا تموت.