أخي الغزيز / سمير العمري
بداية ليس بيننا إلا ما توجبه الصداقة , والإخوة في الله , سأعرض لمقولتك بما لديَّ من علمٍ من خلال تجربتي الحياتية في هذه الدنيا .
أوَّلا :-
(
أولاً لست أول كتب على تفعيلات الوافر كاملة ، فقد حدث هذا منذ عصور قديمة كثيرة وحتى في هذا العصر وأنا مثلاً لي قصيدة على هذا الوزن ، ولست أعلم سبب حكمك الواثق بأن ما كتبت هنا لم يسبق.).
أولاً لست أول كتب على تفعيلات (من). هنَّه .
نبدء بالوافر التام .
أذا بلغ الوليدُ لنا فطاما=مفاعلتن مفاعلتن فعولن
وقد قرأت في كتاب يسمى (موسيقى الشعر ) لا أذكر كاتبه الآن , وإن طلبت اسم كاتبه , أحضرته لك فيما بعد , وقد قال في هذا البحر أنَّ العرب كتبوا على هذا البحر , على هذه التفعيلة التي أوردتها عاليه , مع أن تمام هذا البحر هو مفاعلتن *6 .
فادعائي أنَّ هذا البحر لم يكتب عليه من قبل , ليس الوافر التام الَّذي كُتبت عليه المعلقة المشهورة , بل الوافر ذو التفعيلات الست الكاملة .
وقد أوضحت ذلك في المقدمة على المتقارب , وبما عرض من النص المكتوب .
والتقطيع
أيـا طـلٌّ=مفاعلتن
ومـا أبْكـي=مفاعلتن
تَنائيـنـا=مفاعلتن
ومـا أرْجـو=مفاعلتن
لأيَّــامٍ =مفاعلتن
تُدانيـنـا=مفاعلتن
بينما المعلقة كما أوضحت , مفاعلتن مفاعلتن فعولن
وادَّعاؤكم أن البحر على هذه التفعيلة مطروق منذ القدم , وأنَّك شخصيَّاً قد طرقته, يلزمة الدليل مع التقطيع , فإمَّا كان كاتب موسيقى الشعر قد جانبه التوفيق فنعلمه , أو جانبكم .
وأنا محب للعلم وأرجو معرفة الحقيقة , فأرجو أن لا تتأخر عليَّ في الرد , وأقول لك مقدَّما لن تجد في شعرك أو الآخرين على مر العصور وافرا مكتملا كما (أوضحت لك في مداخلتنا في أنا والحقيقة)إلا هذا.
ثانياً :-
(
ثانياً لست أعلم كيف رأيت فيما كتبت معلقة ثامنة؟؟ ألا ترى أنك قد بالغت كثيراً؟؟ هل لك أن توضح لنا سبب اعتبارك هذه معلقة ثامنة مع أن معلقات الشعر العربي القديمة أساساً عشرة؟؟).
المعلَّقات السبع كتابٌ قرأته , وعلمت أنًّ المشهور من المعلَّقات سبع , وعلى هذا جاءت التسمية , ولو كنت ممن يستشعرون الدوافع , وقرأت المقدمة واستشعرتها , لوجد المبرر لهذه التسمية .
ثالثا :-
(
ثالثاً نرى بوضوح موهبة فذة فيك وشاعرية متقدة ولكن الذي رأينا من شعرك حتى اللحظة لا يضعه في مصاف المرتبة الأولى ناهيك عن أن يكون معلقة. قصيدتك هنا تغص بالأخطاء اللغوية والنحوية والعروضية والأهم العقائدية بما دفع الأخوة هنا لأن يصدف عنها.).
أشكرك على هذه المقدَّمة والشهادة الرائعة والتي لم توضِّحوها نقدا , مع إصراركم على إظهار النواقص , ومع أنَّ هذا يسعدني إذ يدلني على مواقع الذلل فأتَّقيها , مما يبرء القصيد من نواقبصه , والناقد العدل , يظهر مساوء العمل ومحاسنه , وأتمنى أن تنقدونا على اساسٍ علمي قد حيَّد الهوى .
وكما تعلم ياصاحبي ان القصيد حالة شعورية تنتابنا , فنطلق للخيال العنان , وقد تشطح بنا الأفكار والمشاعر , فنكتبُ أحاسيساً قد تكونُ مغايرة للواقع كالمقولة
أذا بلغ الوليدُ لنا فطاما
تخِرُّ له الجبابرُ ساجدينا
فهل تعقلها
وإن قلت في قصيدي الأحمدية
|
|
|
|
|
ألا يا قوْمُ قدْ جُنَّتْ عَواقِلُنا |
لهذا الدَّمِ |
ألا يا قومُ كُلُّ الأرضِ تعْرِفُني |
كذا الأمْلاكُ والأفْلاكُ رائينا |
وإنِّي اليُقْنُ منْ ربِّي على عِلْمٍ |
وإنِّي الفَحْلُ لا تُحْصى قوافينا |
وأنِّي الصِدْقُ لا رُعْبٌ يُكَذِّبُني |
وإنَّي الصَبُّ ما صَبٌّ يُدانينا |
|
|
|
|
|
|
|
فالمراد هاهنا أنَّ الأحداث التي نمر بها كأمَّةٍ اسلامية تدفعنا للجنون , وضربت مثلاً للجنون , بباقي المقولة , تأكيداً أنَّ ذوي الحس من أمَّتنا وصلوا للجنون وأنا منهم .
هل في المقولة خطءٌ عروضي أو لغوي ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وها هنا مثالٌ من النص , اختلفت فيه رؤانا , وادَّعيت أنَّه مليء بالأخطاءِ اللغوية والعروضية ولم تشر إليها مع أنَّ هذا واجبكم كناقد للأدب , والأهم من ذلك مقولتك الأخطاء العقائدية , فهل أشرتم إليها رحمكم الله , حتى نتجنَّبها أو نلغيها , .
رابعاً :-
(
قد يكون في قولي قسوة تظنها ولكنه والله النصح فالمرء يصعد إلى القمة من القاع تدرجاً وليس العكس ولا زال أمامك الكثير الكثير لتعتلي القمة التي تحلم بها ، ولن يكون هذا إلا بالمثابرة والتعلم وحسن التقدير وتواضع النفس وعلو الهمة. نحن هنا نمد أيدينا لك بالخير ويسعدنا أن نجد منك يوماً معلقة تطوح بكل معلقات العرب فليست المعلقات مقدسة وقد باتت الواحة بمن فيها تعيد زمن الشعر الجميل والأدب الراقي.).
أمَّ من حيث قولك إنَّها قسوةٌ فهي بلا بينة , فلا تؤلم النفس , ومن حيث الصعود للقمة من القاع , فمالنا من مأربٍ في قمةٍ بالدنيا يعقبها قاعٌ بالآخرة , والقمة التي أحلمُ بها رضاءَ ربَّ العالمين , ومن حيث التقدير وحسنه , فما أبنت ما ترمي إليه , ومن حيث تواضع النفس , فيعلمُ بارِؤها ما أنا فيه , ومن حيث أملك في أن ترى منا معلقة تطيح بالمعَّقاتِ فهي أمامك , لو نقَّحناها سوياً , ولن ينتهي الحوار بيننا فانا قد استهوتني مناقشتكم لما فبها من علمٍ إن ركنتم إليه .
وبنتظار ردكم في أنا والحقيقة , والأشعار التي على الوافر ذو التفعيلات الست التامة (مفاعلتن* 6 ).
وأشكركم على حسنالضيافة , مع بعض الملاحيظ نعرض إليها في آنها .
دمتم لنا أخاً ناصحا .
محمد البهلوان