|
مَاضٍ عَلى رَغم الأسى .. الإقدامُ |
حَرفي جَوادٌ .. والسُطورُ خِطامُ |
مُتَعَلِلٌ بِالصَبرِ .. دائي هِمّــــةٌ |
تَرنو إلى الجَوزاءِ حينَ تُضَامُ |
مُتَعَطّشٌ للمَجدِ .. ليسَ بسائـغٍ |
ماءُ الحَياةِ إذا الخُنــوعُ غَمَـامُ |
مُتَلَمِّسٌ للقَطرِ في شَوكِ القنــا |
إنْ كانَ في فجر الصمودِ حِمَامُ |
رحلي .. خَطَايا الشَوق .. قُبلَةُ أمّةٍ |
طُبِعتْ على جرحي ففاضَ هَيَامُ |
رَسَمتْ مُحيّاها شُموسَ تَلهُّفٍ |
فَانبَتَّ في صَدرِ الوجودِ ظَلامُ |
عُلِّقتُها نُطَفاً ورَغمَ تَنَاثُري |
فيها وُلــدتُ وليـــسَ لي إفطامُ |
وَعَذلتُــها غِرّاً فكــانَ تَبجُّحــي |
بِدمــي وإنَّ ضِمــادَها اللّْــوامُ |
ما انفكّتْ الأنفاسُ تَهذي قُربَها |
حتـــى تَحَيّـــرَ في السِقامِ سِقامُ |
وتَسابَقتْ في الخطو كلُّ مداركي |
فيها فأمســتْ في الفَنـاءِ تُــرامُ |
رحلي.. غرامُ الجرحِ .. شَهوةُ طَلقَةٍ |
وَلِهتْ بِقلبٍ هالَـــهُ استِسْلامُ |
تهفو لها في الوصلِ نَفسٌ أُترِعتْ |
شَرَفاً فَكــانَ بَقاءها الإحجــامُ |
ماضٍ أُقَلِّبُ في المَحابِرِ مُقلَتي |
لِتُسِيحَ مِنْ دَمعِ الفِدا الأقــلامُ |
سَطّرتُ آلامَ الثكالى فالتوى |
قَلَمي وَضجَّ بِصفحَتي الإيلامُ |
وَخَططتُ مِنْ كَبِدِ المُعَذَّبِ قِصةً |
شَهِقتْ لهَولِ مُصَابِــهِ الأيامُ |
وَنَعيتُ آمالَ الرِجالِ تَحَطمتْ |
وأكبَّ في نعي الزمانِ حُسامُ |
وجَرتْ دُموعُ الشعرِ نهرَ تَأفُفٍ |
وطَفا على زَبد الشعورِ حُطامُ |
لا لستُ أُجريها لوصفِ مَحاسنٍ |
طُليتْ بِعهرٍ واللقـــا آثــــامُ |
مالي بأهدابِ الغواني رَغبةٌ |
عُــذراً فــإنَّ وصاليَ الإســلامُ |
ودمُ الشهيدِ رِوايتي في الحبِ قدْ |
أبلـى رِوَاية قيسِنا القسّــــامُ |
عُذراً كتبتُ من النجيعِ ملاحمي |
فتحيّرِتْ في فهمها الأحلام |
ماضٍ على كَتِفيَّ نعشُ قصيدتي |
إذ وُكِّلتْ بِمَماتها الأفهــــامُ |
والدافِنونَ رأوا بِلَحدِ فَصاحتي |
قَدَراً فحــرفي عَيشـــهُ إجـرامُ |
لكنْ تناسلتِ الحروفُ ولم يَعدْ |
في وِسعِهــمْ قَمعٌ ولا إعــدامُ |
وَغدا رُفاتُ البَثِّ قلبُ قصيدةٍ |
خَفَقتْ فَأُنبِضَ في الشِفاهِ كَلامُ |
حتى تَغطرسني القريضُ مُفاخراً |
حتى تَعاظَمَ في المدى الإعظامُ |
هي صَرخَةُ الأحرارِ زأرةُ مُسلمٍ |
هيَ عِزَةٌ للضادِ كيفَ تَنامٌ؟ |
يا شاعِراً شبَّ القوافي جذوَةً |
كيما يَزولَ من الأسى الإقتامُ |
يا شاعِراً ما كلَّ أتعَبَ خَيلهُ |
في سوحِ أمتهِ وَما إلجـــــامُ |
لا تَبتَئسْ فغمامُ بَوحُكَ راعِدٌ |
وثِقالُ حَرفِكَ مُغدِقٌ وَسِجامُ |
تِلكَ الدروبُ المجدباتُ تَفَتَّقتْ |
أملاً فَنُشِّرَ في النُفوسِ وئامُ |
وإلى تَمامِ العزِّ عَرّجْ شامخاً |
واشدد خِطامَكَ فالجوادُ هُمامُ |