الضريبة على القبعات.. قصة قصيرة
ألقى محروم بالتحية على صديق دراسته السيد غني، دون أن يخفي دهشته من حلته الملكية ،وهو من كان بالأمس القريب محروما مثله..
ودون حتى أن يستمع لرد التحية، تطلع بدهشة أكبر إلى قبعته التي يزينها رمز التمساح، وأشار إلى الجزء البارز منها بالتحديد، قائلا:
- عجبا ؟!! كيف نجوت أنت من القص؟
أشار السيد غني إلى رمز التمساح قائلا في زهو:
- إنها الماركة يا رجل.. فالقانون واضح كما تعلم..فعقوبة القطع الصادرة في حق القبعات التي يزيد حجمها على مساحة الرأس،
لا تسري على القبعات المسجلة رسميا ،لأن ضرائبها تكون مسبوقة الدفع من شركاتها، وما عداها من القبعات الغير المسجلة، أو المهربة
يكون مصير الجزء المظلل منها القطع..
قال هذا وتطلع بنظرة ساخرة لمحروم قائلا:
- تماما مثل ما حصل مع قبعتك المسكينة..
بعد هذا الحوار كان محروم يعمل فكره لإيجاد حل لمشكلته العويصة، فهو من جهة لا يستطيع الاستغناء عن قبعة تقيه حر الشمس، ومن
جهة ثانية لو فكر في اقتناء قبعة مسجلة لبقي دون طعام لشهرين كاملين ،ومن جهة...
وفجأة قطع حبل أفكاره بصرخة كصرخة أرخميدس الشهيرة:
- وجدتها.. وجدتها..
وليوم كامل اختفى محروم عن أعين معارفه، ولم يظهر إلا وهو بقبعة كبيرة تزينها أفعى الكوبرا..
كان يمشي جيئة، وذهابا، بالقرب من مبنى مديرية الأمن في زهو، كأنما يريد لفت رجال الأمن لقبعته..
وما مضت ثوان حتى استوقفه بالفعل مساعد رجل الأمن، وألقى نظرة متفحصة على قبعته، قبل أن ينادي على رجلي الأمن اللذان
راحا بدورهما يتفحصان القبعة بدقة، ويرفع أحدهما بجهازه اللاسلكي وينغمس في مكالمة مهمة مع الطرف الآخر..
ولم تمض دقائق حتى كان محروم يقتاد مكبلا إلى سيارة الأمن الخاصة بنقل المجرمين، وهو يطلق سبابا ساخطا
لم يميز منه أحد معارفه المارين من هناك بالصدفة، غير كلمة :الصين..
وكان من الواضح أن القبعة التي كان يلبسها لم تكن سوى قبعة صينية مقلدة..
فيظهر أن المسكين نسي في خضم زهوه بحله العبقري، أن يخفي العلامة الواضحة على القبعة:" mad in china"
*****************
إنتهت بحمد الله