....فجأة أنتِ ترحلين....
و عند سواحلي العطشى
تغتربين كناسكة
ترتلّ تسابيح الوجع
هل أراكِ بيننا
وجه عذراء تمشطّ
جديلة الوجد ؟
مولع بأحزان القمر و قصيدتي
هل كنتِ تكتبين
أم تحترقين
جاء الأنا
و أنتِ ليل مقهور
يشرب من فؤادي
ما بات على رصيف الأوراق المنتحبة
تمضي و لا تودّعني
فتزهر خلف الندى
وردتها في مزهريّتي
يا هشيم الغياب
لملمْ رحيقا بعدها
قد تعود مع المساء
ذكرى توجعني
ماذا أقول لها
إنْ عاد الخريف مرّةً
و لم ينتظرها ؟
لماذا نهرب من شفاه الحلم
شيئا فشيئا
و نشرب نبيذ العراء
و واحة الشوق تنوح
وحدنا نسكر مع ظلّنا
في آخر توق ملّلناه
و كسرنا بغتات جسدينا
كأنّنا على أرض مسحورة
كيف نغّطي كرامة الأشقياء ؟