مع الاعتذار لأبي تمام.. أرى أن تنقّل القلب "حيثُ شئتَ من الهوى" خطر ووبال! حتى وإن كان "حنينه دوما لأول منزلِ"..
فإن في كل منزل ينزله صورة تعلقُ بالذاكرة.. وآهٍ من تراكم الصور إذا ما تعددت المنازل! وألف آهٍ من ألبوم الصور في الخريف!
" نقّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ "
عذرًا لقلبي أنني صدّقتُ ما
زعموا بغيرِ تريّثٍ وتأملِ
وطفقتُ أنقلُه غريرًا جاهلاً
ما بينَ روضاتِ الهوى كالبلبلِ
يشدو علي هذي الخميلةِ ساعةً
ويطيرُ للأخرى، ولم أتخيلِ
أنَّ الخمائلَ كلَّها ما ضرَّها
- إنْ طار بلبلُها - غرابٌ قد يلي
كلُّ الطيورِ تحطُّ ثُمَّ تطيرُ لا
تبقى، ولا تبكي الغصونُ لزائلِ
فعساك تغفرُ يا فؤادي زلتي
وعليَّ عهدٌ: لن يطولَ تعلّلي
إنَّ الغصونَ إذا الخريفُ اجتاحها
يبست؛ فخُذْ بالفأسِ.. لا تتمهلِ !