نِكَايةً بِالشّرِ قَولاً وَاحِداً
عَفا اللهُ عَنْ قَومِيْ وَإِن ْ سَفَكُوا دَمِيْ
أَقُولُ وَقَدْ أبََيْتُ مَذَلةً بِمُخَيّمِ
أَلا مَرحَباً بِالموتِ إِنْ لَمْ تَسْلَمِيْ
وَإِنْ يَكُ فِي ْ هَذا المُخَيّمِ جَنّةً
فَمَنْ خَالهُ يُغْنِي عَنِ الدّارِ يَنْدَمِ
رَجعتُ لَهَا مِنْ بَعدِ تِسْعِينَ حَاجِزاً
ِديارِيْ !! لَعَليْ لَسْتُ بِالمُتوَهِّمِ
بِربيْ طِفْتُ بِأرضِها و كَأنّنَِيْ
حَجَجْتُ إِلى البيتِ العتيقِ المُكَرّمِ
فَقَبّلْتُهَا تسعٌ وَ تسعينَ قبلة ً
إِذِ انْزاح رغماً عَني عنْ فَمِهَا فَمِيْ
أَصَابكِ سِحْر ٌ أم ْ بُليِْتِ بِفِتْنَة ٍ
فَقالتْ سَأَروِي الأَمرَ لا تتَكَلّمِ
إِذا عُدتَ ولهاناً إلى قبلةِ الهَوىْ
فَصَلِّ على خَيرِ الأَنام ِوَ سَلّمِ
تُنازعُ وَرْدِيَ آفةٌ مَلعُونَة ٌ
تُغَرّرُ البُرَآءَ لِتُروَ بِعَنْدَمِ
رُبُوعِيْ بَدَتْ للناظِرينَ كَأنّهَا
جَناحَا كَسِيراً فِيْ نَوَاجزِ ضرغَمِ
أَظُلمَةُ كَونٍ أم ْ شَريعَةُ حَاقدٍ
تُحَاك ُ وَ وَجهُ الشّمْسِ ليسَ بِمُعتِمِِ
إِذا الذِئبُ وَالنعجاتُ أصبحن َ صُحبةً
قُبورهنّ حَفَرن َ مِن ْ قبلِ مَأتَمِ
فسِرْ عَنْكَ .. مَا أَشْقَاكَ إِلّا مَكِيْدَةً
بِحوريّةٍ عَصْمَاءَ وَالُمتَلَعْثِمِ
فَلَمَّا وصلتُ الشام قُلْتُ لِأهلها
لإن تجز َ خيراً فَصَدْعكَ يُرْدَمِ
فقَالوا جبالٌ.. خَلفنا ليسَ نِسوةٌ
تَحَمَّلْنَ شرّ القولِ إلا بِجُرْثُمِ
كَمِثْلِ ملائكةٍ وعزّةِ بارئ ٍ
وَكَمْ بالشآم مِنْ نساءٍ كَمُحْرَمِ
زَهِدنَ بِالديباجِ يعبدنَ ربّهُنْ
عَلَيْهِنَّ كلّ ملامحِ المُتَنَعِّمِ
وَفِيْهِنَّ نورٌ بالمنازلِ لَمْ يَزلْ
مُزِ يْغٌ لِعَيْنِ الناظر ِ المُتوسمِ
زرعنَ نباتَ الخيرِ في كُلِّ ثائرٍ
خلقنَ بِهِ حَبَّ العُلا أنْ تَقَدّمِ
فَلَمَّا أَبَينَ اللعنَ أنْ يُستَغْشَمَنْ
كَسَرن َ عِصِيَّ الغاشمِ المُستَغْشِمِ
نشطنَ كأبطالٍ عِتَاقٍ كأنّهُنْ
رِمَاحٌ لِفرسانٍ مَاطِراتٌ بِالدَمِ
هَزمنَ مغاوير َ الجيوشِ وَمَنْ يَرىْ
مغاوير َ جيشٍ قبلَ حَربٍ يُهزَمِ
وأَقْسَمْنَ بالرّبِ الذِّي كَانَ شَاهداً
مَعاذَ الله سيجْرِمنّ بِمُجْرمِ
وهُنّ فِيْ حورانَ قامَ صغارُهُنْ
عَلَى كُلِّ مندسٍ خبيثٍ مغرمِ
فدرْعا بِها شهمٌ عَلَىْ صغرِ سنّهِ
و َها هُوَ يفديها وَلَمْ يَتنَدّمِ
وإذ جيشهُ دكَ القلاع بأرضِهِ
لهُ فوج ٌ أَظْفَارُ هُ لَمْ تُقَلَّمِ
ودودٌ إذا يُخْشَىْ يَظَلّ ُ مُسالِماً
رحيمٌ على أَعدائِنَا لمْ يَهْجُمِ
مكر ٌ مالمْ يُطاع ( بأرضه ِ)
مفرٌ عنيدٌ بالقتالِ كهيثمِ
فأصبحَ مسوّدُ اللواءَ غريمهُ
وطاحَ النصيفُ عنِ الرّبيعِ المُزعمِ
وإذ مَنْ توَعّدَ بالوعيدِ عدوهُ
يُدَنّسْ بِإرهابٍ مسَاجدَ مسُلم
وحمص التي زَفّتْ بأبوابِ عَمرُهَا
كراماً يظلّوا بَيْنَنا عِطْرَ مَنْشَمِ
دَعَوْا جيشهمْ حراً كريماً فالتقىْ
بجيشٍ أسير ٍ بِالقتالِ وبالدمِ
لَعَمْرُكَ ما هبّوا عَلَيْنا جِوارُنَا
وَ ذا ابْنُ عمّكَ هوَ الشهيدُ المُلَّثَمِ
ولا ساهموا فِيْ الذودِ عنْ دَم ِجارهمْ
بلِ الكلّ حابى وضلّ الأعجمِيْ
وكمْ قيلَ إن ننأ بالنفسِ علّنا
بِصمتٍ وَ تزيفٍ مِنَ الشّر نَسْلَمِ
فَأَصْبَحْوا من وهمٍ عَلَى حرفِ حفرةٍ
قريبينِ جداً مِنْ شرورٍ وَمَأْثَمِ
وكمْ يرجوَنّ الحربَ أنْ لا تصيبَهُمْ
برمحٍ ومَنْ لم يحسمِ الأمرَ يَزعُمِ
ومَن ْخاضَ في قلبِ المنايا لاكمنْ
ومنْ عدَّ شهداءَ القتالِ ومنْ عميْ
وليسَ قرارُ الراسخينَ كجاهلٍ
عدوٍ لنفس ٍ أَو ذليلٍ مرغمِ
يَمِينا ًبخير الأرض ِ تَذخرُ أرضنا
بِهَا جلٌّ لخيرٍ في صحيحٍ لمسلمِ
زنادُ الوغى كلّت ومَلّ رصاصُنَا
و من يُعلينَ الحَقَ ليس يُجَرّمِ
وَمَنْ يَعْصِ رايات الشآم فَإِنَّهُ
رجيمٌ ولو خَرق َ السَحابَ كَقِشْعمِ
ونوديَ حيّ على الفَلاحِ بقولِنَا
ألا أَيُّها الشّعبُ العظيم ُ أَلا اسْلَمِ
صمودكَ مشهودٌ برغمِ أنُُوفهِمْ
وَ رَبُّكَ قَهّارٌ فَلا تَسْتَسلِم ِ
نافع
البحر الطويل