|
قمْ يا أميرَ الشعر حيَّاكَ الثرى |
قم وانثر الأشعارَ في نادي الورى |
قمْ واروِ أرضَ الشعر ماءَ بلاغة |
من ماءِ شعركَ كي يطولَ وينضرا |
خلتِ الرياضُ من الزهور فأجدبتْ |
والشعرُ أضحى في البلادِ مُنَكَّرا |
قدْ كنتُ أحلمُ أنْ أراكَ حقيقة |
لكنّ طيبَ الشعر حاكى المنظرا |
لمَّا دُعيتَ إلى الحِمام كأنما |
أممٌ تُساقُ إلى الحِمام لتُقْبَرا |
والناسُ من جَلل الزحام وهوله |
حسِبوا زحامكَ وقت ذاك المحشرا |
قبروا حِجاكَ وودعوكَ وما دَرَوا |
أنَّ الندى والجودَ منكَ تجاورا |
لولمْ تكن بالقبرِ منكَ معالمٌ |
لأذاعَ قبرُكَ عنك هذا المظهرا |
لكأنَّ قبْرَكَ يا أميرُ بروضة |
بينَ القبور ،فلا يزالُ مُعطًّرا |
ما زلتَ تهتفُ في المماتِ وقبله |
حتى زهتْ بثناكَ حبَّاتُ الثرى |
أثني عليك ولا أزال مُقَصّرا |
منْ ذا يُعظِّمُ في المقام غضنفرا؟! |
تبكيكَ نفسي والدموعُ هواطلٌ |
تبكي مثالك شاعرا أو ناثرا |
والضادُ من أسَفٍ عليك مريضة |
في غُصَّةٍ لا تستطيبُ الأَنْهُرَا |
ألقى عليكَ النَّاظمون مراثيا |
والناثرون نَعَوا جَناكَ الأخْضَرَا |
كلماتُ شعرك في صميم فؤادنا |
كالأرضِ تحوي في حماها الجوهرا |
علَّمتنا بالقول منكّ شجاعة |
هتفتْ بها الهيجاءُ يا أسدَ الشرى |
إنَّ الشجاعةَ في العقول مراتبٌ |
قد نلتَ منها في حِجاكَ الأكثرا |
ناديتَ بالتعليم حينَ سلكته |
تقضي المعلّمَ حقه قبلَ الورى |
ونشدتَ حقا للأمومة واجبا |
ومدحتَ بالذكر الجميل الأزهرا |
ودعوتَ في وجه الحياة شبابها |
فطلبتَ منهم أنْ يشقّوا الأعسرا |
ونظمتَ في مدح النبي لآلئا |
ترجو الشفاعة آمنا والكوثرا |
كمْ من بكاء في دعاكَ محمد |
هزَّ المساجد هزة والمشعرا |
فجزاكَ ربي يا أميرُ جنانه |
وصحبتَ في الدار النبي الآخِرا |
ولقيتَ في دار السعادة حافظا |
يمشي على حوض الرياض تبخترا |
يُسقى وتُسقى شربة بملذة |
من كف طه محمد خير الورى |