|
[align=center][size=5]قصر مشيد وجيوش من عاملات كالنحل تدور في إبكار ومنتهى ليل
تحمل الهناء و تصبح بلا شكاة وتمسي بلا همس متذمر .
جدران القصر من بلور لجيني يغشاه ضوء شعاعات أيام من زمن عز فتخترقه ولا تتكسر فمن صنعه توافرت في صنعته فن موهوب وعلم مدروس وخوف من سيد القصر الطاغية .
الكل لا ينظر إلى أعلى ,وتخترق عيونه فقط سطوح أرض القصر فيتثاقل الهواء سفلي النزول مرورا برؤوسهم المحنية ويجبرهم أيضا على الانحناء ..
حتى الهواء لا يسمح لهم برفع الرأس فترى الأعطاف مثنية فقط تعمل للأسياد عبيد الهوى والعيون و تحبس المدامع في المآقي خوفا من رب لم يكن رب الأرباب .
وتدخل الوصيفة المقربة صغيرة سمراء كترب مصر الغنية وتحمل نيلا في قلبها رقراقا كذاك الدمع الجاري في مآقيها .
تقترب من سيدتها ثم ترتد قليلا ونور محيط بالمكان رغم مغيب شمس من ستائر منسدلة,
وتسمع
فتصغي لتمتمات هادئة
تجلس سيدتها أرضا
ما أغرب ذلك!!!!!!! حدثت الوصيفة نفسها :
أسيدة الشرق والغرب كله ...درة القصر وزوجة من تختلف الأضلاع لاسمه ,,,,,,,,تجلس أرضا !!!!
؟؟؟؟؟؟
وصوت الخوف يقرع الأبواب فقد ابتدأ احتفال الظالمين بشرب الأنخاب وعلى شرف الضحايا
__اعبدوني فأنا ربكم صاح صوته مجلجلا
__أنا أحيي وأميت
وقهقه الخانعون شيطانيو التبعات وتسابقت الأيدي تقذف حمم المجون في أجواف النتن حتى فاحت في سراديب القصر وردهات البنيان لتصل بظلم...... مصبوغة بدم المؤمنين
المخبتين .
وعلى باب سيدة القصر البلوري تنتشر أنوار الدعاء فتحمل على أيد من جند الله تنشرها في قلوب الصامتين والظالمين والحمقى والراجفين ,
وتسمع آية من آيات الله تتردد عذبة سحرية تتهادى على النفس برقة شجية تبدد ما اعتلى من استبداد وتزيح ثقل الهواء الخانع لترفع الهامات داعية , فقد انطلقت من درة مصر من امرأة فرعون :
[color=#CC0000]((.............. قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )) [/color]
يا ألله ما أرق هذا الدعاء !!
بـُلغت يا امرأة فرعون , بـُلغت رجاؤك بإذن الله , فما أعظم أن يضرب الله بك مثلا للذين آمنوا.
تركت يا امرأة سيد الشرق قاطبة في زمن العبيد , تركت الزينة والدنيا كلها , كانت مقدمة لك على ذهبية الأطباق وحرائر الفرش فتاقت نفسك لحرية عبادة الله ,
و كنت الأضعف وتكاثروا عليك بجلبتهم الضالة فقويت بدعائك ,
وقويت بثباتك .
فأي شرف نلته يا مؤمنة أي شرف !!
ضرب الله بك مثلا للذين آمنوا في كتابه العظيم ليزدك شرفا على شرف وتكونين ممن أبدله الله قصرا مشيدا بائدا بقصر مشيد خالد .
فكنت لي أستاذة أقتديك بالدعاء للثبات وإن أحيط ........ وإن أحيط [/size][/align] |
|