سيف ووجع وصديق
محمد عبد المجيد الصاوي
هو هناك يلوك المذياع بحثا عن أخبار تتناثر في ثنايا وطنه الكبير
تدعوه الصغيرة الشيقة :
ـ انطلق .. جُب الشوارع كعادتك .. واسألها عن سرك
نقب فيها عن اسم تشتهيه
علها تغسل بعض أمنيات لم تغادرك
لا يحر جوابا
يحدق في ورقة خط فوقها : ( مسافر في وجع الايام )
تطلق ضحكة تجلو شقشقاتها عوارض حزن بدأ رحلة الوداع ..
ـ الوجع .. أبينكما عقد
ألم يئْنِ لذلك السخيف أن ينهي احتكاره لسلعتك
يرمقها بحب أخوي أزلي :
_ مرام : ليس الوقت محتملا لشقاوتك
صغيرتي ...
ينطلق صوت هاتفه : " شنشل الرصاص واكتب على صدر حزامي " *
ـ في البيت
ـ قادم إليك
تحضر له ثيابه المفضلة
وتخرجُ وقد أطلقت لمرحها العنان
هناك فوق غمام الشوارع
كانت تداعبهما ذكريات ..
تآنسهما جدرانٌ نَقَشا فيها عزما ونصرا ..
يطل عليهم عبق الطفولة
يصرخ الماضي
يتجلى الحنين
تبكي أيام فاح فيها دفء بطولة ..
تتعانق أناشيدُ الدروب وأغاني الحياة
ليصغيا
للغد القادم
وقد بُعث فيهم ..
وتأبي نسمة عنيدة
إلا أن توقع معهما عقدا
* مقطع من أنشودة جهادية