هذه القصيدة مساهمة مني في ديوان اليمن -حب الأوطان
ما للقريضِ عصيٌّ لا يطاوعُني
.... لمّا شرعتُ أَروضُ القولَ في يمَنِ
قد جئتُ في شَغفٍ أَسْعى له طَرباً
ألفيْتُهُ حَصِراً قدْ شُدَّ في رسَنِ
ناجيتُ في لهَفٍ مُزْناً لعاطفةٍ
مستمطراً كَلِماً تهفو له أُذني
ولو تغنّى حداةُ العيس في غزلٍ
بثثْتُ من خَلجات القلبِ في وطني
وقلْ لحاضرةٍ للبحْرِ يحضُنها
إني أنا العاشقُ الموفي فلمْ أَخُنِ
إنّي سَلكتُ عبابَ الحبِّ في عدنٍ
حتّى تهادَتْ على شُطآنها سفني
وقلْ لِصَنْعا ونفحُ الطّيبِ شاغَلها
هذا نسيمٌ الصّبا قد باتَ يُشغلني
أم أنها آهةٌ للشوقِ قد حُبسَتْ
حتى سمعتُ وجيبَ النّبضِ في بدني
مالي غدوتُ كغصنِ البانِ مضطَرِباً
منْ نفحةٍ لهوىً يهتزُّ في وهَنِ
ولي بمن سبقوا في ذكرِهمْ ولََعٌ
حتّى تراءتْ ليَ الأطيافُ في العلنِ
ذا طيفُ بلقيسَ في إثْرِه سَبأٌ
جِنانُها آيةٌ للرّوْحِ والسَّكَنِ
قد أوتيتْ نِعَماً والعرشُ في عِظَمٍ
ذا وصفُ هُدهدَ وصفُ الحاذقِ الفَطنِ
وقدْ أَتتْ لنبيِّ الله مُسلِمةً
فبئسَ منْ قنَتوا للشمس والوثنِ
وسدَّ مأربَ شادَ القومُ من قِدَمٍ
في همّةٍ سبقَتْ من سالف الزمنِ
هم أصلُ يعْرُبَ هذا السّيلُ نبعُهمو
إليهمو نَسبي لو شئتَ تنسِبُني
مُعاذُ بعْثُ رسولِ الله شرّفهم
يبدِّدُ الجَهْلَ بالقرآنِ والسُّننِ
وخيرُ مُتّبعٍ منْ بعد صُحبته
برٌّ بأمٍّ صدوقٌ غيرُ مُفتَتنِ
إذ جاءَهُ عمرٌ يسألْهُ : فَادْعُ لنا
"أويسُ" يا وَرِعاً يا خير مؤتَمَنِ
هم أهلُ رِفقٍ لِما أُوتوهُ من خُلُقٍ
وفي النزالِ ليوثٌ ساعة المِحنِ
والدّينُ منْ يمَنٍ يُرجى وحكمَتُهمْ
أكرِمْ بها نِعماً من سابِغِ المِننِ
يا مُضْمِراً سَفَهاً بالسّوءِ وحدَتهم
بئسَ التشرذمُ منْ خافٍ و مكْتمِنِ
لو يغرسونَ غصونَ الشوكِ تفرقةً
لأَنثُرُ الوردَ من صنْعا إلى عدنِ..!
ربّاهُ أغدق من الخيرات ساحَتهم
واجْعلْ لهمْ رشَداً دَرْءً من الفِتَنِ
صلى الإله على من طاب ذاكِرُهُ
ما صفّقَ الطيرُ أو غنّى على فنَنِ