السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سجل في ساحتكم الكريمة ...
إنسانٌ ما عرفتهُ إلا شهماً كريماً .. شفافاً في لغته وشاعريته ...
وهو زميلي في الدارسة الجامعية ...
أذكر يوم عرفته في السنة الأولى جلستُ أتجاذبُ معه حواراً شيقاً رائعاً .. كنّا يومها ننتظرُ مع بقية الزملاء أستاذ اللغة الإنجليزية ... وبعدها تعمقت العلاقة والصداقة وأنا وهو نتحاور ونتناقشُ في الشعر واللغة والنحو وغيرها .. إلى أن أتتْ عليه ظروفٌ بعدها أخبرني أنه سينتقلُ إلى محافظة المحويت ( تقع شمال غرب العاصمة صنعاء على بعد ( 111 كم ) .... ليكمل دارسته هناك .. وهو من المدرسين الموهوبين المتميزين وهو بكل عزيمة واجتهاد صار من أوائل الدفعة هناك ...
فكتبتُ قصيدة قلتُ في أولها :
سجعَ الحمامُ وغردَ العصفورُ *** إذ لاح في أفاقنا منصورُ
ولما انتقل إلى هناك كتب أربعة أبيات :
غادرتُ والدمعُ مرهونٌ بأحداقي *** صنعاءَ كليتي الأولى وميثاقي
كأنها لم تكنْ أماً وجامعةً *** ................................ (1)
بها ثلاثٌ من السنوات أحسبها *** عمري الوحيد وتوفيقي وإخفاقي
لم يبقَ عمرٌ ولا دنيا ولا أملٌ *** بالذكرياتِ أُقضي عمريَ الباقي
(1) لم أعد أتذكر الشطر الثاني ... سأعود لدفتر الذكريات الخاصة بي .. وأخرجه
ولكن للأسف لم ألتقي به منذ تلك المدة ... إلا أنا نتواصل عبر التلفون السيار ...
وقد أجبتُ على أبياته فقلتُ :
الدمعُ فاضَ على جنّاتِ أوراقي *** أتبتغي دمعتي ذُلي وإحراقي ؟
مالي أعاتبُ نفسي قسوةً وأسىً *** كأنني ــ يا صديقي ــ خنتُ أشواقي
فإنها حكمة الأيامِ جاريةٌ *** فينا فلا تبتئسْ ذلاً بإخفاقِ
ولا تقلْ يا ئساً " بالذكريات" أنا *** " لم يبقَ عمرٌ ... أقضي عمريَ الباقي "
وكيف لي أن أنسى من شعره الذي أحفظه كاسمي .. لأنه ترك في نفسي بصمة واشتياقاً له
فمن شعره :
قال عن الشعر ، ومن المؤكد أنه قالها وهو في ضنك وحزن :
وشعري لو يعاودني *** سأركلهُ بأقدامي
وأجعلُ منهُ أعلافاً *** لأبقاري وأغنامي
سأرحلُ رحلةً أخرى *** بعقلي لا بأوهامي
وقال أيضاً :
ماذا سأفعلُ بينكمْ ... وأنا أرى قلمي هلاكْ
لاشيءَ إلا خيبتي ... وتعثري بين الشراكْ
ياقلبيَ الأواهُ قل لي : ... أينَ أرضكَ من سماكْ ؟؟
وتظنُ أنك في المسيرِ ... وأنت تزحفُ في بقاكْ
وقال ذات يوم ونحن نمزح من أخينا الأستاذ الأديب / عبدالجليل الروحاني ، وهو ذات بصمة معجمية وقاموسية .. وكنا نسميه بالجاحظ ، فأخذَ القلم أي منصور مني وكتب :
على بحر الفصاحة كل يومٍ *** أرى الجحاظَ يغرقُ في السباحةْ
وهو الآخر انتقل إلى المحويت لأنه يدرس هناك ...
كان الله في عونهم وسدد خطاهم .. وجعل أيامهم في صحة وبركة وخير ..
كأني فتحتُ على نفسي ذكريات شجية أذكرها بحلوها ومرها ...
فيا أهل الواحة الأعزاء
رحبوا معي بأخي وصديقي العزيز الشاعر منصور الدهيس ..
وأشكره على تسجيله ... وددتُ أن أدعوه بنفسي .. ولا أدري وكأنه بحث عني فوجدني هنا ...
سأبعثُ له برسالة إلى بريده الإلكتروني .. كي يشاركنا الفرحة بانضمامه معنا ...
ختاماً دمتم بخير
خالص التحايا والتقدير