الــــخــــروج مـــــــن الـــجــســد !!!
شـــــعــــر / جــــبــــر الــبــعــدانــي
رئــتـانِ مـــن نـــارٍ وقــلـبٌ مــن بَــردْ
الآن أخـــرجُ بـالـيـقين مـــن الـجـسـدْ
بـيَـدي مـفـاتيحُ الـعـروجِ وفــي دمـي
تــعــويـذةٌ كـلِـمـاتُـهـا: أحـــــدٌ أحــــدْ
قـلـبٌ أمــامَ الـعـرشِ يـضْرعُ / كـلّما
مــــرّوا بــذكــر اللهِ مـقـتـربـاً ســجـدْ
عــيــنٌ بــكـفّ الـغـيـبِ تــقـرأُ سَــرّهـا
وعــدٌ إذا اقْـتـربتْ مــن الـسـرِّ ابْـتعدْ
روحٌ تـصـفّـحـتِ الـجـنـانَ وأبــصـرتْ
فـي الـلوحِ موعدُها فنادتْ :يا صمدْ
صـوفـيّـةُ الــكـونِ الـفـسـيحِ تـشـكّـلتْ
مـــن سُـبْـحـةٍ حـبّـاتـها : مــددٌ مــددْ
كــيـنـونـة الأشــيــاء ســــرٌّ غــامــضٌ
كــالـروحِ مـــا خـــصّ الإلٰهُ بــهِ أحــدْ
فـــولادتــي حـــــلٌ لــلــغـزِ بــدايــتـي
ونـهـايـتـي كــشــفٌ لأحـجـيـةِ الأبـــدْ
وأنـــا الـمُـعـلّقُ فـــي حــبـالِ مـشـيـئةٍ
بـــيــن الــبــدايـةِ والـنـهـايـةِ كــالأمــدْ
الـــمـــوتُ تـــذكِــرةُ الــعــبـورِ لــعــالـمٍ
لا يـعـرفُ الـحـقدَ الـمقيتَ ولا الـحسدْ
هو أصدقُ الأصحابِ ما قيلَ اشتكى
ضـيـقـاً ولا عـــرفَ الـمـلامَ ولا جـحـدْ
مـــــذ عُـــلِّــمَ الأســـمــاء آدمُ كــلّــهـا
واللهُ مــحــتـفـظٌ بـــأخـــرى لا تُـــعــدْ
وحـفـظتُ عـن سِـفْر الـوجودِ مـقاطعاً
لـلـغـيـبِ أقــرأُهــا فـيـحـفظُ مـــا وردْ
كــــلُّ الـقـصـائـدِ خــائـنـاتٌ لــلـهـوى
وقـــدرنَ أن يـحـلـفنَ - زورًا- بـالـبلدْ
مـــــاودّع الـــولــدُ الـــبــلادَ وأهــلَـهـا
إلّا لـيُـقـسم َ -بــعـد ذٰلـــكَ - بـالـولـدْ
خسِئوا ؛ وهل ظنوا القصائدَ والرّؤى
هـبطتْ إليه منَ السماءِ وما صعدْ ؟!
خــانــوا الــنّـبـيّ وصــدّقـوا بـخـبـيثةٍ
بــاعـت قـلادتَـهـا بـحـبـلٍ مـــن مـسـدْ
ســــرُّ الــعـبـادةِ أن يـكـاشـفَ عــابـدٌ
كـنـهَ الـعـقيدةِ ثــمّ يـعـرفَ مَــن عـبـدْ
والآنَ أخـــرجُ مـــن يـقـينِ جـوارحـي
روحـاً تـفتّشُ فـي الـحقيقةِ عـن رَشَدْ
والـــروحُ كـنـهُ الـغـيبِ حـيـنَ حـمـلتُها
جـسداً طويتُ السرَّ فانكشفَ الجسدْ