الديك المجنون
خرج الديك منفوش الصدر، مسبل العينين. تقدم بخطوات متثاقلة، متجاهلاً دجاجاته. دنى من بركة الماء يبل ريقه، ويغسل مرارة حلقه كعادته قبل أن يعلن بصياحه بدء نهار جديد.
صراع البارحة عذبه، كان الديك الذي صارعه قويًا ومشاكسًا، ولكنه ربح وهذا هو المهم. تفحص جسده في مرآة البركة، بضع نتف، ستعوض، فالمحارب وسامه الجروح، ثم التفت نحو دجاجاته وذريته، رأى القلق والهلع. وكانت العيون ترمق رأسه، عاد ينظر إلى البركة يتفقد رأسه. وحين رأى ما رأى.. صااااااح .
- جن الديك
قالها الراعي لنفسه، حين تأكد من أنه صياح الديك، ثم التفت إلى القطيع وكلمهم مبتسماً:
- لقد جن .
الحمار سأل الكلب المرافق :
- لما جن ؟
- لأنه يصيح .
- طبعا الديك يصيح!
- لكن ليس في هذا الوقت.
صاحب الدار قطع وجبة الغداء وسأل زوجته :
- ما الذي أصابه؟
- لا أدري؟!
التفت صاحب الدار إلى ولده وأمره:
- تفقده
توقف الولد عن مضغ لقمته وهز برأسه حين لمح التحذير من والدته، نافيًا أن يكون فعل معه مثلما يفعل مع باقي الطيور والثدييات . وأسرع نحو الديك المستمر في الصياح .
ابتعدت الدجاجات حين رأت الولد يركض نحو الديك ، فتوقف الديك لحظة ينظر في عيني الولد الذي قال :
- اصمت .
شهق الديك فانتفاخ صدره كنهد امرأة فطمت لتوها ولدها ثم صاح بصوت أعلى .
تابع الولد باستهزاء :
قلت اصمت . غرّك فوز البارحة ؟.. ربحك خسارة .
قفز الديك ونقر أنف الولد المقطوم ، فتوجع الولد وصفع الديك بكفه ، فطار الديك ثم هبط وعاد يصيح .
غضب الولد ثم تابع:
- تظن أنك هزمته ؟ هو الذي انتصر وإن مات .
هجم الديك مرة أخرى، ولكن الولد تمكن منه هذه المرة، وبلمسة واحدة قطع رأس الديك ونفر الدم كرشاش ماء أو بخاخ رسام، طرش على الأرض شكلاً يشبه عرف الديك .
***
علاء الدين حسو