المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى
لعل مناسبة الأمس ، كانت سعيدة إلى قلبي وقد تم تكريمي بالمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة ، من بين مئات المتسابقين ، وكنت سعيداً بالفعل ، حتى قابلت ما قلب مزاجي ...
بادئ ذي بدأ ، أذكر ليس من باب المفاخرة أنني قد فزت بعشرات المسابقات العربية والدولية في القصة القصيرة وحللت فيها بالمركز الأول في غالب الأحيان ، واختيار قصتي سر المفتاح لتمثل فلسطين في معرض أدب الأطفال الأورومتوسطي وتترجم بعدة لغات ، وتكفيني شهادات الكبار هنا ، وعلى رأسهم دكتور سمير أمير الواحة
في قاعة الاحتفال بالوزارة جاءني شاب ليصافحني مهنئاً ، وفي عينيه نظرة تكبر وغرور ، قال لي : لم أقرأ ما كتبت ، لكني أثق أنه جيد ، طالما أنك فزت ..
ثم أكمل ، ألم تتعرفني ، أنا الكاتب الكبير ي غ ، ثم نفخ أوداجه قليلاً وقال : نعم ، أنا من كتبت مقالاً في وزير الثقافة فحولت للتحقيق ..وكتبت عني المواقع الالكترونية والمجلات الثقافية ..
كنت قد سمعت بموضوع المقال هذا ، لكني لم أعرف أي مكانة أدبية يحتلها هذا الشاب ، لأنني ببساطة لم أقرأ له ، فقلت له : هل أنت مشارك معنا في المسابقة ؟
فضحك باستهزاء ، وقال : أنا ... طبعاً لا .. يبدو أنك لا تعرفني .. إن كتاباتي تدرَّس في المعاهد والجامعات ..( الشاب من نفس عمري تقريباً )
ثم قال قبل أن ينصرف : أحب أن أقرأ لك بعض ما تكتب وأن أتعرف عليك أكثر .
انصرفت مذهولاً وخلفي زوجتي تحاول اللحاق بي ، تقول لي : من هذا المغرور ، فلم أجبها ، وتركت لجوجل المهمة ..
عرفت أن الشاب يعمل في موقع مهم بوزارة الثقافة ( إذا عرف السبب بطل العجب ) لكني لم أجد ما يقرأ للرجل ، وجدت مقالات ولم أجد قصصاً ولم أنكر تمتعه بأسلوب ممتاز ولغة قوية ، لكني وجدت جرائد تكتب عنه ، ومجلات تكتب عنه ، وصحفيين لم أسمع باسمهم يوماً يحاورون القاص الكبير ويشكرونه على منحهم هذا الشرف .
ضحكت ، وقلت بدوري .. شكراً لك يا غزة ، شكراً وزارات الثقافة في بلادي
أحمد . 13 يونيو