يوم جديد...
ريمه الخاني
كل يوم يعود كالا من عمله , وكل يوم يمضي كسابقه لا جديد يشوقه ولازهورا تنمو في حديقة ذهنه...
مازال لا يجد وقتا للحديث مع عائلته , هو محموم لتلبية طلباتها التي لا تنتهي فقط..ورغم هذا بات البون واسعا جدا.بينهما..
بالكاد يتنفس الصعداء,ويلملم بعضه لبعضه,يلتقط بعض أحرفهم ويضم بعض دفء لعروقه الباردة.يتلمس صوتهم عند اللقاء على مائدة العشاء ..وحدها التي تجمعهم...
لا يدري ما هذا الإحباط الذي يعشش في ثنايا روحه , شعور غريب, يتسلل بقسوة ,يناحر ما بقي من سلام في روحه.
شعور بالعجز القاتل لحل مشاكله العائلية وريابتها ,فكيف بالقضايا الأكبر؟
هو نبض قلبه الذي يتسارع أو يتباطأ حسب ما يواجه ويعارك...
ثرثرة وقصص تتناهى لسمعه تجعله ينظر لعائلته نظرة جديدة ما هذا الشعور الفريد الذي يواجه..
مازال استفهاما يكوّن عشه في ذاكرته المتعبة,يجعله يفكر أفكارا شيطانيه غريبة...
هو على يقين أنه يملك كل ذرة في المنزل..لكنه بات يشعر أنه لم يعد يملك نفسه..هناك من سرقها..
يتسمر على الحاسوب,ويقضي ساعات وساعات ينسى الكون كله ويعتقد أنه الكون ذاته ..
اخبار الخيانات العربية تسحقه حتى الصميم والموت تلاحقه في كل مكان...هل بتبرا من عروبته ام يتبرا من نفسه,ام يرحل بعيدا؟..واين يذهب واصابع الاتهام تلاحقه وتقتله؟.
مازال يعتقد أنه يتقن فن الحياة بطريقة ما.....رغم ثقل حركاته مؤخرا..واصفرار وجهه..وتسارع نبضات قلبه..وعجزه الغريب.
ما كان يسعده حقا أنه كان مرجعا هاما لكل شيء في المنزل وهذا ما يزيد عبئه ويزيد سعادته ولكن شيئا من هذا لم يعد يحدث كالسابق!
دخل منزله يوما ما فوجدته خاليا إلا منه!!
لا يدري ما هذا الجنون الذي انتابه...
قلب البيت رأسا على عقب....
أشاع فيه الفوضى...
بحث في الهواتف في الحواسب في كل مكان وجار ور ومخبأ....
هل يبحث عن شيء ما أم على نفسه؟
رمى كل الأجهزة من النافذة..
نادى عليهم.. بحرقة..أمسك قرآنه..وقبله..
جلس على أريكته المفضلة وبكى..
17-4-2013