على مقاس الوجع تحضر ثم تغيب، وعلى مقاس خيبة جديدة تشدّ رحال نبضك متكسّرا مليئا بي، ما كنت أدري أن للوجع طعما متجددا وما كنت أدري أني سأكسر قلبي لأعطيكه ساعة رحيل تحايلنا عليه، فالتقينا فقط لنقول ساعة اللّقاء وداعا.
...
هناك ياأنت مسافة أمان بين الغيمات، فإن التقت.. تدوّي رعدا.. ماكان بيننا لم يكن إلا مسافة وجع، وماصار حين اللّقاء كان دوي أوردة ودمعة خبأتُها بأناقة خلف ابتسامتي وعبر تفاصيل اجتهدتُ في حفظها كي لا يبادرني قحط ما، ماكنتَ إلّا أمانا سوّل لقلبي بالعبث بخارطة الألوان والأحلام فصرتَ قوس قزحِ حُزيراني!
- أنت فرحة قلبي، وابتسامة الفصول...
- وأنت حلم علقته على جيد المساء مذ كنت طفلة.
كنتُ قد أخبرتُك أنّي أكيدة أنّ الحلم مستحيل، وكنتَ مستحيلي بامتياز.
...
تومضُ لي بادئة السّطر فأتذكر التماع عينيك، وأسمع نبضك قريبا مضطرب الدّفق، تطارد الدّقّاتُ بعضها لأنّ أسرعها ستصل لقلبي أوّلا... كان هذا تعريفك للخفقان في حضرة الحنين!
هل أصرخ باسمك وأجنُّ كما جننتَ يوم التقينا وأسمعتَ كلّ من في المقهى أنّك تعشقني؟
أم هل عليّ أن أصمت كي أكفيك وجعا إضافيا من الفقد؟،و هزيمة أخرى لقلبك الشّقيّ الذي تشبّث بقلبي فشقيا فقدا معا؟
لن أسمع يا وطني أغنية تفتّتُ قلبي لأنّه كفاها العبء وتفتّتَ مسبقا...
الرّوح العطشى
5-10-2012