وأد الولادة ..
ثمة ولادات متعددة يمّر بها العمر ..
ولادات احاسيس تعيد صياغة أشكالنا من الداخل رغم أن الوجه الذي يحملنا : واحد.
*
*
طفولتي وقد استبدت بتفاصيلها الحيرة .. فأنا لا اعرف طفولتي إلا من خلالكم ..أنا الذي عشتُ بكم وتجولت في سراديبكم أخاف العتمة وقلبي كيف استطاع ان يمتلئ يوماً بعد يوم بدماءكم .
قالوا : الطفولة هدوء .. وأنتم تقولون ضجيج جنوني اتعبكم .. فكيف يُعاتَبُ مذبوحٌ هو صناعة قسوتكم.
*
*
وقالوا : الحج هجرة إلى الله ... نولد فيه - بلا ذنوب - ولادة أخرى !!
لكنها المصالح والانانيات تسير في حاضرنا تؤرخ ماضينا فكيف ننزع جلدنا ؟ وقد صار هذا الناس - إلا أقلهم - علقم الحياة.
*
*
وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه .. وفيه كل يوم ولادة أخرى .. ولادة متعسرة تحاكم الأمومة وتستحي من ثديها ، فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*
*
وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر !
والحروف اليوم تخون المعاني ، حين تصف الولادات وتقف عاجزة عن مداواة الجراح .. ثمة جراح لا تعلن عن نزفها .. وموت الداعية هو أول الطريق لموت الأطباء ، فلماذا نبني المستشفيات ونهدم الكتاب ؟
*
*
وقالوا : ..........
الصمت لغة المدافن.