|
رَمَضانُ يَفتَحُ للرَحيلِ البابَ |
والدَمعُ يُوصِدُ للنَوى الأهدابا |
والجَبهَةُ الحَيرى يُقطِّبُها غَدٌ |
ما انبَتَّ يُزمِعُ للإيابِ ذَهابا |
وَمَشتْ بِعَقرَبِها السُوَيعَةُ سُمُّها |
في القَلبِ يُزهِقُ للمُسيءِ مَتابا |
غُصَّ الفؤادُ بِخَفقِهِ مُتَعثراً |
والغَيُّ فَجَّ دُروبَهُ وأعابا |
والمُدلِجونَ بثُلثِ ليلٍ أبلَجوا |
بِبدورِ إحسانٍ تشِعُّ ثَوابا |
قاموا لِربِّ الكَونِ فانبَثَقَ الهُدى |
بِنَضارةٍ أغرَتْ بِهِ اللبلابا |
وكأنَّ فِردَوسَ القلوبِ بِذِكرِ مَنْ |
خَلَقَ الوجودَ تَدَفَّقَتْ عِنَّابا |
فالروحُ في مَلَكوتِ خَلوَتِها رَقَت |
ما لم تَكُنهُ و جَبّتِ الأعتابا |
كالنورِ في الظُلماتِ يَحرَقُ ذاتهُ |
مُتَلمِّظاً وغدا المَدى الخَلابا |
شَهرٌ بِحَجمِ الدِّهرِ طَاولَ رَحمَةً |
يا تَعسَ من أفضى إليهِ غيابا |
عِتقٌ مِن الأهَوالِ في ليلاتِهِ |
بِتَضرُّعٍ يَزنُ الحياةَ قِرابا |
لو قيسَ بالأزمانِ بعضُ سَخائهِ |
لأتت له الدُنيا تَمدُّ رِحابا |
مَن لي بِرَملِ العُمرِ أوقِفُ نَزفهُ |
والضِلعُ شَرَّعَ للحبيبِ يَبابا |
والطاعِنونَ بِإثمِهم عَلِقوا الخَنا |
عُمراً وَمَاتُ الغافِلون شَبابا |
رَمَضانُ يا حُباً تَولّدَ مُهجَةً |
ورِثَ العبادُ عِناقَها أحقابا |