قال الأستاذُ الشيخُ -وهو ابنُ مائةٍ وعشرْ- لتلميذهِ ِالفتى -وهو ابنُ عشر،
دفعوا لي مائةَ ألف دينار لشراء محلي في القدس. قلت: شمةُ سعوطٍ لأنفيَ الأيسرْ. قالوا: ندفع مائةً أخرى. قلت:شمةُ سعوطٍ لأنفي الأيمن. قالوا: خذ شيكاً مفتوحاً. قلت: أعطوني ورقةً تحمل توقيع كل مسلمٍ في كلِّ العالم حتى لو كان طفلاً رضيعاً... فأبيع.
قال التلميذُ الفتى لأستاذه الشَّيخ: أُفضِّل العيشَ في خيمةٍ فأرى الأقصى كل يوم ، على أن أسكنَ قصراً فلا أراه ...!
أشتمُّ كِبرَكَ في الرِّياضِ
نَخيلاً..!
أَرِقَتْ جُفونُكَ سُهَّداً وذُبُـــولا
ونَضَتْ ثِيابُـكَ رقَّةً ونُحُــــولا
***
ونَمَتْ جِراحُكَ في مَنابتِ عـزَّةٍ
وَرَقَتْ على بِيْدِ القِـفَارِ حُقُــولا
***
وعَلَتْ عُيُونُكَ فَوْقَ أَحْلامِ الوَرى
وَرَمَتْ سِهاماً لا تُطِيْقُ نـُــزُولا
***
فَعَفَـفْـتَ إنْ تَهوى بِغيرِ جَريرَةٍ
أَنْ كانَ حُبُّكَ قاتِلا وقَتِيـــلا
***
فأَدِيْمُ وَجْهِكَ مِنْ حُبَيْباتِ الثَّرى
و دِماءُ عِشْقِكَ نازِفاتِ سُيُــولا
***
أَبَذَلْتَ لِلأَقْصى الحياةَ رَخِيصَةً؟
فَقَرَعْتَ سَمْعاً واعْتَلَيْتَ خُيُـولا
***
أَرَأَيْتَ أَسْمالَ الحَبيبَةِ بالِيـاً؟
فَكَسَوتَ ثَوباً بالوُرُودِ جَدِيـلا
***
وَنَسجْتَ منْ قِصَصِ الفِداءِ حِكايةً
سَتَكونُ للَّيْلِ الطَّويلِ فَتِيــلا
***
لا يَمنَعُ الشَّرفُ الفؤادَ منَ الهَوى
إنْ كانَ كالقدسِ الشَّريفِ جَليلا
***
فَرَمَيتَ أَجفانَ الأَعادي بالقَـذى
ونَبَشتَ قبراً وانْتَخَبتَ طُلُـولا
***
وكَتبتَ سِفراً للمُروءةِ سامِقـاً
ونَطَقتَ حقَّاً بالبيانِ جَميــلا
***
و كَشَفتَ عَيناً لِلْحقيقةِ أَوشَكَتْ
تُرْخي على عينِ الزَّمانِ سُـدولا
***
فأقَمْتَ في كَنَفِ الخِيامِ تَرفُّـلاً
وأَبيتَ سُكْنى لِلقُصُورِ بَديـلا
***
فَتُعاِنقَ الأَقصى إليكَ فَما تَرى
دُونَ العِـناقِ مُقَـبِّلا و خَلِيلا
***
ورَدَدْتَ في سَعْر الغَريبِ تِجارةً
لتبيعَ منْ أَرضِ الجُدودِ نَفِـيلا
***
إنْ كُنتَ تَحيا في الكرامةِ صاعِداً
فذَرَعْتَ أَركانَ البُطولَةِ طُـولا
***
يا أَيُّها النَّجْـمُ الَّـذي لألاؤُه
وَمَضَ الحَياةَ مِنَ الدِّماءِ الأُولـى
***
فنـزَلْتَ مِنْ صدْرِ السَّماءِ مَكانَةً
ما كانَ أَهيبَها تجلُّ حُلُـــولا
***
يا أَيُّها الشَّيخُ المُضمَّخُ بِالْوََفـا
أَشْتَمُّ كِبْرَكَ في الرِّياضِ نَخِيـلا
***
عَذُبَ الفُراتُ بعذبِ منطِقِكَ النُّهى
فَرَوَيتَ دَجْلَةَ شَوقَهُ والنِّيــلا
***
فَصَدَدَتَ لصاً بالغِـوايةِ مُقْـبلٌ
وأَبيْتَ في شَرَكِ الذِّئابِ دُخُــولا
***
وإِذا قَبَضْتَ النَّارَ عندَ لَهيبِـها
أبردتَ قلباً بالنِّضالِ طويلا
***
وُسُقِيتَ مِنْ مُرِّ الصِّعابِ حَلاوَةً
وَمَشَيْتَ فَوقَ الشَّائِكاتِ وَصُـولا
***
لا يُرتَجى العَيشُ العزيزُ مِنَ العِدا
إِلا إذا نكِبَ الصِّــراطَ سَبيلا