أعرف حلمى النمنم من كتاباته ، لكن هذه المرة الأولى التى أطلعُ فيها على ضغائنه وخطابه الفاشى ؛ فالعلمانية فى منظوره هى التخلص من الاسلام السياسى واقامة مملكة العلمانيين أنقياء الدم على بحور دماء وأشلاء من لا يذعن لعقيدة الغزاة الجدد ، وكأنى به يرتدى بزة الحرب ممتطياً جواده منتفخة أوداجه معلناً على الشعب المُحتل : من ليس معنا فهو ضدنا .
والسؤال – فى السر حتى لا تطيرَ رقبتى – ما المُسوغات والمؤهلات ليطيحَ بالجميع ويستحل دماءهم ليبقى وحده وكل من يعتنق الفكرة العلمانية وكأنها المنقذ ؛ ماذا قدم العلمانيون للأمة ؟ وماذا ينتظر منهم أن يقدموا ؟ ما الذى شرع اليهود والغزاة والأعداء فى فعله ومنعه العلمانيون وحالوا دون وقوعه ؟ وما هى الانجازات التى حققوها على مستوى النهضة والتنمية ؟ وأى حلم من أحلام بنى صهيون سعوا فى اجهاضه على أرضنا السليبة ، وفى ساحات مقدساتنا المغتصبة ؟ أين انجازات النمنم وانتصارات رفاقه التى حققوها خلال عقود من الصراع مع اليهود منذ عام 1917ميلادية وحتى الآن ؟ أين هو المجد والتاريخ الذى يستندون اليه والذى يجعلهم يتشبثون بالانفراد ويعملون على اقصاء الآخرين وافنائهم واراقة دمائهم ؟
العرب عندما أبعدوا الاسلام عن حلبة الصراع ، تسببوا فى هزيمة تركيا فى الحرب العالمية الأولى ، وفى اسقاط الخلافة ، ثم فى ضياع فلسطين و القدس.
العرب عندما فُرضتْ عليهم العلمانية ، انتشر الفساد ونخر فى جسد الأمة ، فنجحَ اليهود فى زمن قياسى أن ينفذوا جزءاً كبيراً من خططهم ، وأن يصلوا اليوم الى ما وصلوا اليه بعد أن كانوا أذلة مُفرقين فى أرجاء العالم .
مع العلمانيين هُزمتْ سبعُ جيوش تابعة لسبع دول عربية لهزيمة منكرة أمام مجموعة من عصابات اليهود المسلحة عام 48م وفى 1967م انهزمت جيوش ثلاث دول عربية فى مواجهة جيش معتز بعقيدته ، كان جنوده يحملون التوراة بيد والسلاح بيد .
هدد أحد زعمائنا العلمانيين بالقاء اسرائيل فى البحر ، فذهب بجيشه الى اليمن ، وهدد آخر بمحوها ، فذهب بجيشه الى الكويت ، وتبنت فتح المقاومة لانهاء الاحتلال وتحرير المقدسات وسرعان ما وضعت السلاح مؤثرة السلام مع الصهاينة .
النمنم العلمانى ساءه صمود ونجاح حركة مقاومة اسلامية وأن يأتى رئيس اسلامى يطيحُ بأساطير الزعماء الورق ليرعب الصهاينة وحلفاءهم بصموده وثباته على المبدأ وعدم قابليته للبيع والشراء والمساومة على حساب قضايا الأمة .
يقولُ النمنم فى الفيديو الفضيحة الذى أذاعته فضائية أون تى فى ، وهو لا يدرى أن كلامه مُذاع على الهواء يسمعه الملايين : لابد من خروج الاسلام السياسى من اللعبة بما فيه حزب النور فهو أخطر من الاخوان ، ولابد من من كتابة دستور يعبر عن مصر العلمانية ، وستراق دماء كثيرة فى سبيل ذلك !
لم يأتِ النمنم بجديد فلم تتمكن العلمانية فى بلادنا الا بالاطاحة بالارادة الشعبية المتشوقة للاسلام ومنهجه ، والا بالقمع والحديد والنار .
كذبَ النمنم فالمصريون اسلاميون بالفطرة لا علمانيين ؛ ولذلك تكتشف ديمقراطية الاسلاميين مقابل ديكتاتورية غيرهم ونزعتهم للدولة البوليسية ؛ فالمجتمع اسلامى النزعة وسيعطى التيار الاسلامى ثقته وسيرفض الانحياز للرؤى العلمانية الغريبة عليه ؛ لذا فوصول العلمانيين الى السلطة عبر الديمقراطية شبه معدوم فيلجأون تلقائياً للدولة البوليسية لتعمدهم بالدم أوصياء على الشعب الذى حرمهم من السلطة عبر الآليات الشرعية .
الأخطر هو الاصرار على تغيير دستور 2012م واستهداف مواد الهوية الاسلامية ؛ وكأنهم ينتقلون لتجفيف منابع أسباب تفوق الخصم الاسلامى عليهم وطمس معالم رؤاه الثقافية والحضارية التى ينتصر بها دائماً .
انهم لاينتقمون فقط من الخصم بارهابه والتحريض على سفك دمه ، انما ينتقمون أيضاً من منهجه ومرجعيته التى بها ينتصر .