العينُ تذْرفُ دمعاً من مآقيها * أحجارُكِ السودُ نورٌ في لياليها
حمصُ العديّةُ نورُ الله قبلتُها * تلأْلأَ الذْكْرُ والآياتُ من فيها
ياقبرَ خالدَ ، جُنْدُ اللهِ تكلؤُهُ * قبلَ الفرائِضِ صلّوا ركعةً فيها
دمشقُ مالتْ على مجدٍ تُقبِّلُهُ * تمايَلَ المجدُ في ثغرِ الهوى تيها
نصبْتُ خيْمةَ أفراحي على جبلٍ * و رُحْتُ أجني صدى أحزانِ واديها
حورانُ في روضة الأحلامِ سنبلةٌ * شلّالُ سحرٍعلى أكتافِ جانيها
وهذه الكفُّ قد مُدَّت إلى بلدٍ * تجتثُّ عينَ الردى من وجهِ باغيها
عينُ الفراتِ وديرالزورِ شاهدةٌ * كم من جرارِ الهوى سالت نواحيها
والعودُ يُبدِعُ ألحاناً برقّتِها * لابنِ الرشيدِ تغنّى في روابيها
بلقيسُ صارتْ بِصدرِ الشمسِ أُغنيةً * أهدتْ لَها الشمسُ عِقداً من لآليها
يا حاديَ الشعرِ قلبي في جزيرتِها * في هوْدَجِ الحبِّ صارَ القلبُ حاديها
حجارةُ القلعةِ الشهْباءَ موجَعةٌ * منْ صحوةِ الجرحِ في أعطافِ بانيها
كمْ أشعلَ الزيتُ قنديلاً بِظُلْمَتِها * و فتَّقَ الليلَ مهزوماً مآقيها
للهِ درُّكِ يا ناعورةً سكبتْ * عُصارةَ القلبِ في شِرْيانِ عاصيها
لو دندنَ العودُ للشطآنِ أُغنيتي * نوارسُ الحبِّ في أروادَ تُلقيها
يا شامُ من حبِّك الأرواحُ مابرِحتُ * أو تذهبُ الروحُ في شوقٍ لباريها
ما أسوأالعيشِ في جناتِ مُغْتَرَبٍ * ما أطيبَ العيشَ لو تحنو فيافيها ! !