قررت اليوم أن أهديكم هدية شعريَة ،كإستراحة للدماغ مما أصابه من أوجاع ودربكات ، فلم أجد أروع من قصيدةالأسطورة "نزار قبّاني" إبن سوريا وعاشق الشّام وأرضها، مرّقص الكلمات على ألحان العشق الحزين مرّة ، ومرّة بلحن الثّائر ، ومرّة بنبض الطفل الشاعر .
نزار عندما تقرأ له، لا تجد تعقيداً بالكلمات والألفاظ ولا يسعى لذلك، بل على العكس فهي سلسة لكنها مفعمة بموسيقى غريبة وصور شعرية تعّز على كثير من الشعراء.
قصيدته التي أهديها هي من البحر البسيط بعنوان "إلى رجل"
أترككم مع عزف الكلمات بلحن سوريٍّ أصيل :
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنـا بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي يـا قصة لست أدري مـا أسميها
أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
وإن من فتح الأبواب يغلقهــا وإن من أشعل النيـران يطفيهــا
يا من يدخن في صمت ويتركني في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا
ألا تراني ببحر الحب غارقـة والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا
إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا
كفاك تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا
كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا
وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا
ارجع إلي فإن الأرض واقفـة كأنمــا فرت من ثوانيهــــا
إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه ولا لمست عطوري في أوانيهــا
لمن جمالي لمن شال الحرير لمن ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا
إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا