لماذا يصر الصهاينة على إبعاد الشيخ رائد صلاح عن القدس؟!
أ. مجدي داود
الشيخ رائد صلاح هو رئيس الحركة الإسلامية فى داخل الخط الأخضر، ويُلقّب الشيخ بلقب شيخ الأقصى، ذلك لأنه لا يألو جهدا في الدفاع عن المسجد الأقصى الأسير، وفضح ما يقوم به الكيان الصهيونى فى الخفاء وفي العلن ضدَّه من ممارسات قذرة، وهو بحق لقب يستحقه الشيخ رائد صلاح.
وقف الشيخ رائد صلاح مواقف مشرفة ولا يزال، فبين فترة وأخرى يكشف لنا الشيخ رائد صلاح عن أعمال حفرية تحت المسجد الأقصى المبارك وفى محيطه، بل وفى محيط مدينة القدس بأكملها، ويكشف لنا عن خطط اليهود الجبناء فى إقامة الكنس اليهودية فى المدينة، وهدم مقابر المسلمين وبيوتهم وتشريد الآلاف من سكان مدينة القدس، ومحاولات اليهود المستمرة تغيير التركيبة السكانية لمدينة القدس حيث يكون فى النهاية اليهود هم غالبية السكان.
الشيخ رائد صلاح يجوب الأرض شرقا وغربا حاملا قضيته على كتفه، حاملا كفنه على كفيه لا يتعب ولا يمل ولا ييأس، يكلم كل قوم بلغتهم، يحدثهم عن الأقصى وتاريخه وآثاره، يُحدّثهم عن أحقيّة المسلمين فى هذا المسجد دون غيرهم، يُحدّثهم بالعقل والمنطق والحجّة والدليل ويردّ على الأكاذيب الصهيونية ويُفنّدها، يدعو الناس إلى معرفة الحقيقة ونصرتها، يُحذّر الناس من يوم يستيقظون فيه فلا يجدون للأقصى أثرا، فيضيع تاريخهم وتضيع أرضهم وتراثهم.
يقف فى ساحة المسجد الأقصى يقول للسياح الأجانب هذه أرضنا، هذا مسجدنا، انظروا هذا الحجر الأثرى حجر إسلامى يشهد بأحقية المسلمين فى هذا المسجد، هذا البناء الضخم يدل على عظمة الحضارة الإسلامية فى هذه البقعة من الأرض، يقف في باحة الأقصى ليصرخ ويقول بأعلى صوته هذا المسجد مسجد المسلمين وليس لغيرهم حق فيه.
عندما قام العدو الصهيونى بهدم الجسر المؤدى إلى باب المغاربة وقف الشيخ رائد صلاح معترضا قوات الإحتلال الصهيونى، محاولا منعهم من هدم الجسر، ودعا الناس إلى النفير، فحكم عليه اليهود بمنعه شهرا من دخول المسجد الأقصى، وعندما حاول اليهود قبل عدة شهور اقتحام المسجد الأقصى، وجدنا الشيخ معتصما مع المعتصمين داخل المسجد وخارجه، تعرض لما يتعرضون له من أذى، حتى عاد اليهود خائبين ولم يتمكنوا من اقتحام الأقصى، يتعرّض للأذى وهو الشيخ الكبير المسن بينما غيره من الشباب لا يعرفون عن هذا المسجد شيئا ولئن سألتهم عنه ليقولن لك مالنا وماله ؟! فليدافع عنه الفلسطينيون، نعم لقد قالها أحد المحسوبين على أنه من كبار علماء هذه الأمة.
قبل أيام قليلة أصدرت محكمة صهيونية حكما بسجن الشيخ رائد صلاح تسعة أشهر بتهمة (ضرب أحد عناصر شرطة الاحتلال خلال المواجهات في باب المغاربة والتحريض على أعمال الشغب)، فى محاول لإبعاده لفترة زمنية طويلة عن مدينة القدس، وحكم أيضا بتغريمه (7500 شيقل) تُدفع لهذا الجندى، وقد قال الشيخ قبل صدور الحكم عليه أنه لن يمنعه شئ من دخول القدس، ليأتى هذا الحكم لإرغام الشيخ على الإبتعاد بالقوة عن المدينة وعما يفعل بها من انتهاكات صهيونية.
ولكن الشيخ الجليل والمجاهد الكبير الذى أفنى عمره في الجهاد لا ينسى أن يؤكّد فى كل مناسبة أنه على استعداد أن يفدي الأقصى بروحه ودمه فقد قال بعد الحكم بسخرية واستهزاء تنم عن صلابة وشجاعة لا مثيل لها (سنبقى نؤكد بالروح بالدم نفديك يا أقصى، حتى نستبشر بيوم قريب يزول فيه الاحتلال الإسرائيلي عن القدس والمسجد الأقصى).
إن إبعاد الشيخ رائد صلاح عن القدس وسجنه لمدة تسعة أشهر لهو أمر يدعو إلى القلق، فماذا يريد الصهاينة من وراء هذا الإبعاد ؟!
وماذا يريدون أن يفعلوا فى غياب الشيخ رائد صلاح ؟!
إن الصهاينة يدركون أن الشيخ رائد صلاح يتمتع بنفوذ لدى الشباب الفلسطيني سواء فى الضفة الغربية أو داخل الكيان الصهيونى، وهو الذى يقوم بتجميع الشباب ويتقدمهم للدفاع عن القدس والأقصى، فظنوا أن بإبعاده لن يكون هناك من يجمع الشباب ليدافع عن الأقصى.
إن إبعاد الشيخ رائد صلاح يُنذر بأن الصهاينة يُخططون لحدث جلل فى مدينة القدس والمسجد الأقصى، وقد أعلن الشيخ رائد صلاح -حفظه الله - عن كون النصف الأول من العام الحالى ستكون حاسمة بالنسبة للمسجد الأقصى، وهذا الكلام يدل على أن لدى الشيخ معطيات مؤكدة عن خطط ومؤامرات صهيونية تنتظر فقط إشارة البدء للتنفيذ بحق مدينة القدس أو المسجد الأقصى.
وأكّد الكلام السابق للشيخ رائد صلاح ما قاله الشيخ كمال الخطيب -نائب رئيس الحركة الإسلامية فى الـ 48- حث قال (إننا نُحذّر أن النصف الأول من العام الحالي مصيري للأقصى والقدس من حيث مخططات الاحتلال هدم الأقصى في هذا العام وبالتحديد في النصف الأول منه بفعل هزة أرضية اصطناعية تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية).
كل هذه الأمور تدفعنا إلى ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية فى الداخل الصهيونى من خلال دعم الحركة الإسلامية دعما سياسيا وماليا ومعنويا وهذا لابد أن يكون عبر المنظمات الإسلامية التى صارت للأسف الشديد عبئا على هذه الأمة تضرّ أكثر مما تنفع، وطالما أنه لا جدوى من طلب الدعم من هذه المنظمات فيجب أن يكون هناك دعم مالي ومعنوي لهؤلاء الأشاوس، فالدعم المالي من خلال التبرع إلى المؤسسات التى يُشرف عليها الشيخ رائد صلاح ذاته، ومعنويا من خلال تأكيد حق المسلمين فى المسجد وإبراز ذلك فى كل مكان دون خوف أو خجل.
وهنا أُهيب بأصحاب المؤسسات الإعلامية الإسلامية والقائمين عليها أن يجعلوا للقدس والأقصى نصيبا من برامجهم أو صفحاتهم، وأُهيب بأهل العلم الأفاضل أن يؤكّدوا إسلامية المعركة وضرورة دعم هؤلاء الرجال وكفى صمتا وسكوتا فالأقصى فى خطر.