النص الأصلي
عِشقُ الحِسانِ قصيدةٌ لم تُكتبِ
مَن حاولَ استبدادَ قلبِكِ يُغلبِ
تبدين كاملةَ الجمالِ وفتنةً
منها تَكهربَ قلبُ مُضنَىً مُتعبِ
في القدسِ قنديلُ المسيحِ مُعلَّقٌ
أنتِ الضياءُ بهِ فلا تستغربي
هاتي القصيدَ ففي زفيرِكِ شهقةٌ
نحيا بها هيّا اقبَلي وتقرّبي
هل تُحجِمُ الأبوابُ عن زوّارِها
هل تُوصدُ الأبوابُ في وجهِ النبي
عبقيةٌ والعطرُ كحلُ عيونِها
يا نظرةً فيها يُلخَّصُ مطلبي
يا همسةً من ثغرةِ فاتنةِ الضحى
تشفي العليلَ وتستحيلُ لكوكبِ
مدّت يدًا ورديّةً ضحكت وقد
شدّت ذراعيَ وارتقت لتطيرَ بي
وعرفتُ سرَّ القدسِ من إحساسِها
دينًا وتاريخًا وغابرَ يعربِ
وعرفتُ أنَّ الحبَّ مولودٌ بها
هو لابنِها لا عاش فيها الأجنبي
لكنّ واقعَها يقولُ بأنّها
بِيعت ببخسٍ والدّنا لم تغضبِ
ولعلّ في الآتين فجر خلاصِنا
قولوا لها يا قدسُ فلتترقّبي
=====
صديقي العزيز وأخي الحبيب : أ. مصطفى الغلبان
قرأت نقشك الموشى بعذابات العشق ..
بروح متعبة ونفس كدها اغتراب عن نبع الوداد
وكمحاولة مني للخروج عن التقليد الذي يسود !
أقدم قراءة تقترب من نصك :
أرى الشاعر هنا راوح بين لغة شاعرية وأخرى خطابية ، وليس في ذلك ما يعيب ، لكن كملتقي وودت الحفاظ على شاعرية اللغة
كي يكون لهذا التدفق الشعوري والإبداع التصويري حضور مكثف .
فهو قدم لنا تصويرا فنيا بمعجم مفرداتي يروي الذائقة وينتشي بهما كل من يدور في فلك هذا النص :
فهنا :
في القدسِ قنديلُ المسيحِ مُعلَّقٌ
أنتِ الضياءُ بهِ فلا تستغربي
هاتي القصيدَ ففي زفيرِكِ شهقةٌ
نحيا بها هيّا اقبَلي وتقرّبي
كان للاسقاط التاريخي : " قنديلُ المسيحِ مُعلَّقٌ " في البيت الأول وقدرة الشاعر على نسج الصورة باحترافية ؛ أثره المتوهج .
وفي البيت الثاني كان لمتتالية الأمر : هاتي ، هيا ، اقبلي ، تقربي / ما يدل على التودد والتقرب زلفى من العاشقة والمعشوقة .
وكذلك كانت الصورة مبثوثة في أرجاء النص وأرحابه : لتمنح المتلقي نفسا عطريا من البهاء والجمال .
في استخدام لفظة تكهرب في اطار الصورة التي رسمها الشاعر " تَكهربَ قلبُ مُضنَىً مُتعبِ " :
أرى محاولة منه للخروج عن المألوف في تصوير حالة التأثير القلبي .
وقد يرى البعض أنه استخدام للفظة عامية ، ولكن أرى أن اللفظة هنا فصيحة ، ومنسجمة مع الحالة التعبيرية التصويرية التي وُظفت من أجلها .
أرى أن البيتين الاخرين ـ اللذين رأى الأخ الحبيب الشاعر أ. عمر أبو غربية ضرورة الاستغناء عنهما ـ : جميلان وفي مكانهما ، وإن كانا بحاجة لإضفاء
التصوير الفني البارع الذي توهج في ثنايا النص .
وتقبل صديقي الحبيب التحية والود .