|
و جاء العيدُ يعتصرُ السّرورا |
و يُنسِي النّفس إغساقاً مريرا |
برغمِ الليلِ جثامٌ ثقيلٌ |
على الأنفاسِ جاء العيدُ نورا |
برغمِ الجرحِ غوّارٌ بنزفٍ |
سرى الإشراقُ في عيدي حُبورا |
ذوى حزني على حينٍ و هامتْ |
رياحينٌ تثيرُ الشوقَ فورا |
فسبحان الذي أحيا الأماني |
و قد كانتْ منازلها قبورا |
و زيّنها و أعطاها انتشاءا |
و أرسلها على يأسٍ نسورا |
أتانا العيدُ بالتكبيرِ دوّى |
بأنّ النّصرَ آتٍ و الطّهورا |
بأنّ اللهَ أكبرُ من طغاةٍ |
تجمّع جيشهم ظلماً حقيرا |
و أكبرُ من ليالٍ مظلماتٍ |
تطاوَلَ ليلُها و أبتْ مرورا |
و أنّ اللهَ أكبرُ من ظنونٍ |
تمورُ بلا رجا موراً كبيرا |
و جاءَ العيدُ سمّاعَ الأغاني |
أناشيداً تثيرُ السرَّ سيرا |
تذيبُ الحَزْنَ في صدرٍ كليمٍ |
و تحيي الودَّ فوّاحاً عبيرا |
فيمضي المرءُ بالآمالِ تسمو |
يرى الأهوالَ في دربٍ جُسوراً |
و يصحو اليومَ بعدَ العيدِ مرءاً |
عفتْ أوهامهُ فغدا بصيرا |
كطيرٍ إذ علا فوقَ المباني |
رأى الآفاقَ قد لاحتْ ظهورا |
هو الخيرُ الذي قد كان أصلاً |
و هذا الشرُّ بعضٌ قد أُثيرَا |
كمالُ الوصفِ للرحمنِ أصلٌ |
و في الدنيا ابتلانا كيْ نسيرا |
فبالإيمانِ تشتدُّ المعاني |
و بالخذلانِ يمشي الغرُّ جُورا |
فجاءَ العيدُ مشحونَ الأواني |
بهِ الأسرارُ تجتاحُ الصُّدورا |
فمقتبسٌ دنا حتى تدلّى |
و معترضٌ شكا بالتّيهِ سُورا |