تَبْكِي الجِرَاحُ إِذَا قَسَا الْجَرَّاحُ
يَا مِصْرَ يُوسُفَ، كُلُّهُم ذَبَّاحُ
فِيكِ الذي يرثي مُصَابَكِ مُعْلِناً
دَمْعَ الرِّيَاءِ، وَوَجْهُهُ فَضَّاحُ
وَجْهَانِ فِي وَجْهٍ: فَوَجْهٌ مُوجَعٌ
مَيْناً، تَسَتَّرَ خَلْفَهُ السَّفَّاحُ
كالأرضِ يَحْرُثُهَا وَيَحْصُدُ أُكْلَهَا
فإذا سَأَلْتَهُ، أَنْكَرَ الْفَلَّاحُ
قُلْ لِي متى نَمْشِي بِقَلْبٍ آمِنٍ
فِي أَرْضِ مَنْ جارُوا، متى نَرْتَاحُ؟
ومَتَى تَعُودُ لِمِصْرَ مِصْرُ مَحَبَّةٍ
مِصْرُ السَّلَامِ، وتُحْفَظُ الْأَرْوَاحُ؟
هذا الأسَى سَنَرُدُّهُ، وَيَرُدُّنَا
سَنُزِيحُهُ عَنَّا، وَلَا نَنْزَاحُ
مَدَّ الظَّلامُ يَداً، لِيَطْعَنَ حُلْمَنَا
وَغَداً سَيَأْخُذُ ثَأْرَهُ الْمِصْبَاحُ