قصة آدم عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس
في خَلْقِهِ عَجَبٌ أن قام في الـحين ... في نفخة نُــفخت أحيت من الطين
صلصال خِلْقَتُه عقلٌ وفي جسد... من علمه سجدوا من ذلك الحين
للإسم عَلَّـمَهُ فاق الـمَلا وسـَمَا ... يعلو ملائكةً حتى الشياطينِ
إبليس خاصمَهُ أبدى عداوته ...مستكبراً سَـمِجاً يــجهرْ بسكين
خَلَقْتَنـي بلظى والطين خلقته ... إنـي سأفتنه من ذا سيفــتيني
أمهلْ إلى أجل تلقاه في سخطٍ ... يغشاه ماردنا حباً فيُدنينــي
أُرديهِ فـي حُــفَرٍ تعلوه من جِيَف ... أعماله دَرَنٌ ، بعداً لـمسكين
يـختال في مرح والعشق قاتله ... والفرْج قـــبـــلَـــتُـــه يا ذلَّة الـدِّيــن
فـــي قـــلْبِــه ظُلَمٌ ترديه معصية ... ينسى أمانته في الكبر يردينــي
إلاَّ لـمـن سجدوا والـحق رائدهم ... إنـــي لــهم خَنَس أخفي لـهم دينـي
أرصدْ لـهم طرقاً للنور توصلهم ... أثبت لهم عظمي والتيـه ينسينـي
في جنة ولـجوا والله أدخلهم ... من رام مقربتـي يغنم من اللِّــــين
يا آدمُ ارتعْ بـها ، إياكما ثـمراً ... يــخرجْكما نُزُلاً فاخضع لترضيني
حَــــواء تؤنسه من ضِـــلْـعـــه خلقت ... حوراء طالعها عَبْقٌ كنسرين
تقوى بـخافقها عشقاً برفقته ... في جنة خلَدا في غـــنوة الـقـــيــن
إبليس قاسمهم إني لكم نَصِح ... من نبتة فَكُلا ، في الـخُـلْدِ تُــطرينـي
كي تخلدا أبداً في ذاك قد حُجِرَتْ ... روحاً لطاعمها بُعْــداً لغسلين
في غفلة أكلا في سوءة ظهرت ... من جنة نزلا عاراً كتنِــــِّين
راحا وقد خصفا أوراق جنتهم ... ستراً لسوأتهم درءاً من العِــيـــن
هذا وقد كشفا من كان يرصدهم ... إبليس ماقتهم ، رمياً بعربين
في الزلة اكتشفا مكراً لحاقدهم ... فاستغفرا ندماً قرباً لذي الدين
يارب مغفرة تـمحوا بها زللاً ... شيطاننا نَـجَـــس في النار يرديـنـي
واسمٌ له عرفا غفار من كرم ... قالا وقد سجدا يا رب تُـنْجينـــي
إنـي غفرت لكم ، في ظل مكرمتي ... والنار ناظرة من كان يعصيني
والبيتَ قد عمرا حباً بـخالقهم .. قالا وقد سجداً أرضاً على الطين
يا رب خالقنا ندعوك مغفرة... ننجو بـها كرماً من نار تكوينـي
قصة ابني آدم
(أول قتل في التاريخ)
تعساً لقتل الهوى يأتي كتسكين ... والحقد دافعه جرم الملايين
في قُـــرْبَةٍ قُــبلت والله قرَّبـه ... تقتلْ مضرجة قتلاً بسكين ؟
قال الفتى لأخٍ قدمتُ مقربتي ... لكنها رفضت والحقـــدُ يعميني
والقتل يجرفني حتى ترى عضدي ... عطشى بها سَهَفٌ بالدمِّ ترويني
قال الذي قبلت لله قربته ... لا لن أمدَّ يدي والله يهديني
إن كنت تقتلني فالقتل أبغضه ... والله قرَّبَني بالحبِّ واللين
إن كنت تقتلني إثْـمٌ ستحـمــله ... إثمي وإثمك من حملين تنجيني
فراح يقتله غدراً ومعصية ... فسنها سنة من ذلك الحين
في جثة ثقلت حيناً يضيق بها.... حتى الغراب أتى يخفيه بالطين
يا ويلتي عَجِزَتْ عيني لتدركه.... حتى أواريَهُ ، والجرم يضنيني
راحت جنايته في قتل واحدة .... قتل لعالمه في العرف والدين
والحمد لله رب العالمين