إذا غيم الأفق هذا الضباب حنانيك يا بنت هذا السحاب حنانيك لو أسعفتني الجراح ففي القلب عاثت بزهر الشباب حنانيك ماذا أقول إذا سباك الضحى بلحون الرباب هواك الذي كنت أنشده برغم المآسي ودرب العذاب فهل أنشدتك على أيكها طيور المساء قصيد العتاب وهل أخبرتك وقد نبئت هواك المذيب وقلبي المذاب وسري عظيم يغربني ومنفاي ويحي لتلك الرحاب تغربت مستعذبا ألمي على لذة في فؤادي المصاب ومستعصما بهواك إذا تنكرني الدرب قبل الإياب وكل يعلمه ألم و تدفعه لذة من عباب أريقي إذا الحكم أوسعنا على حبنا فالهوى لا يعاب فأنت غرام يكاثرني ويدفعني في هطيل السحاب فأي ظنون تساورنا وأي جنون كعشق السراب ألست التي صورتها مناي ونادت فؤادي لها فاستجاب أأذنبت كلا فما ذنبنا سوى عشقنا للأماني العذاب جرى العدل ما بيننا فاصلا وأسدل فوق هوانا الحجاب غراب الجوى وغريب الرؤى يصيحان عادت رياح اليباب فبت أنادم هذا الدجى بكأس الأسى و الحنين المذاب وصرت أغالط نفسي ولا أراك عروسا لعرش العباب وأدركت إني أضعت هواك وأفنيت روحي بدنيا العذاب وقد شطت شكا بهذا المساء وأخلفني الظن فيه العتاب وها صح فينا مرامي العدى وحلت بنا لعنات الخراب فأيقنت إني ضليل الحمى أطارد فيك جنون السراب وعدت أسائل نبض الفؤاد عساه يبرعم غصن الجواب ويصدقني فيك سر الحديث فإني سئمت صموت الهضاب وعل صباح سماء غدي يجود ويرفع عنك النقاب أصيح بك العمر لو تسمعين نداء الهوى عند تلك الرحاب فمازلت أشتم ريح هواك ندي الرؤى عند لثم التراب فأظمأ حتى يجف فمي وما شفتاك سقتني الرضاب وما الحلم فيك سوى نفخة من الروح بشرى كغيث السحاب وما العمر فيك سوى قصة طوى الدهر فصلا لها في ارتياب وما غايتي في الصراع سواك وما حيلتي لو كتمت العذاب وكيف اصطباري وفي خافقي هواك الذي قد أتم النصاب فلست أخال سواك الرفيق فمنك إليك ذهاب الإياب نظرت فقلت كما شئت كوني وشاء الهوى قدرا كالعباب بقلبي بنخل الهوى الباسقات إذا أينع الحب بعد اليباب سأطرح عنك احتراق السنين وتخضل فيك سنين الخصاب فأنت من الروح قلب تجلى وإني التراب و إبن التراب سأحدو خطاك وأن غيرت ثراك تضاريسها و الهضاب فأصرخ حتى يذوب الجليد إذا غير الصمت منحى الركاب و أقد من حبنا شعلة إذا الجرح ضاء بهذي الشعاب يباركنا بالرؤى طائف من الحق يقضي صلاة الإياب إذا حل صبحي أميطي الحجاب فلن يحسب الليل هذا الحساب و مدي هواك ينادمنا بعشق الخلود وغيث السحاب فأنت الدليل إلى عالم من النور يرضى بطهر الشباب فنحن اللذان سنمضي هنا على الدرب تحمل هذي الكتاب