دقة لا متناهية في الوصف فقد أخذتني وإياك الى عمق المشهد
سعيدة بقراءتك
تحياتي ... ناريمان
نظرات فى مقال المنقرض الأفتك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ++ ابني يكتب قصة ++» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» أوهام خادعة.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» قصيدتي: Time Has Come وترجمتها.» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» عميل» بقلم إبراهيم ياسين » آخر مشاركة: إبراهيم ياسين »»»»» ++ البخيل ++» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» نظرات فى مقال القتل الانتحارى» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» عجز اللّسان» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» السحر فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» المشاعر لا تموت.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»»
دقة لا متناهية في الوصف فقد أخذتني وإياك الى عمق المشهد
سعيدة بقراءتك
تحياتي ... ناريمان
لست هنا لإبداء الرأي ولكن لتسجيل إعجابي والحضور في رحاب هذا الألق الماتع
تابعت الردود فوجدت بها مايفي النص حقه من تحليل وتفنيد وقراءات رائعة استفدت واستمتعت بها
دام ألقك أديبنا الرائع
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
في هذه القصة الجميلة كم من الحزن يغرق كل القلوب الحيّة التي لم يختم الله عليها بالقسوة
سردك جميل ومشوق أخي
شكرا لك
بوركت
صورت مشهد الأبوة المقهورة ، المكابرة،و الرقيقة بدقة توجع
مبدع من ألفك الى يائك
متجدد بروعة دائماً
دمت بخير
مودتي وتقديري
السؤال الذى يقفز لذهن المتلقى وهو يستقصى أحداث هذه القصة المغلفة بالوجع هو : لماذا هذا الغموض ولماذا لجأ اليه الكاتب ؟
ولماذا لا يقص علينا الحكاية كما هى واضحة ومفجعة ومباشرة وظاهرة التفاصيل بدون مراوغات ايحائية جعلتنا نظن أشياءاً على غير الحقيقة مع بداية القصة ، وبدون اغراق فى اخفاء شخصيات الأبطال مع البداية المثيرة ، وبدون ترميز واشارة الى الحقائق الموجعة بدلالات وعناصر قصية قد تبدو أحياناً مُبهمة ؟
وما أراه – فى محاولة للاجابة عن هذا السؤال – هو أن الكاتب أرادَ ألا نمر على هذه الحكاية الجديدة من حكايات " الألم والفقر والمبادئ " مرور الكرام كعادتنا ، وأن نقلب الصفحة فى الكتاب المتخم بالأحداث والقصص المشابهة .
هى قصة تتكرر كثيراً فى مجتمعاتنا .. هى قصة السعادة والرفاهية التى لا يستطيع الأب توفيرها لصغاره لتقاطع وتخاصم المبادئ مع المصالح الحرام .
ومن كثرتها وتكرارها قد نمر على أبطالها يومياً ولا نلتفت لهم ولا نبدى اهتماماً ، وهذا ما يؤرق الكاتب ويجعله يجتهد فى ابتكار مشاهد ومداخل غامضة للقصة لكى نقف طويلاً أمامها متأملين ولا نكرر خطيئتنا بالمرور على أوجاعها وأحزانها غير مبالين .
هل سألَ الواحد منا نفسه بعد قراءة كاملة متعمقة للقصة : لماذا هذه البداية الايحائية المراوِغة التى جعلت الأذهان تتخيل أشياءاً أخرى وكأن الرجل يتسرب الى غرفة شهية بالنزوة ، تسكنها امرأة جعلها البطل هدفاً لارتكاب الحرام ؟
لماذا ؟
لأن هذه هى القصة الأكثر تداولاً فى سوق الاهتمام الجماهيرى والنقدى – قصص الجسد والسرير - ، وهى الأكثر رواجاً على الألسنة وفى الأحاديث العامة والخاصة .
بمعنى أنه لو كانت يا مساكين قصة من تلك القصص الحمراء لاهتممتم بها وصنعتم منها أسطورة تستدعون تفاصيلها كل يوم .
أما حكاية الطفلة الفقيرة المدهشة مع أخيها وأمها وأبيها صاحب المبادئ والقيم ، والتى اعتادت تلميع حقيبة العمل لأبيها المناضل المكافح لتوفير لقمة عيش هنية لزوجته وأبنائه ، والتى اعتادت وداعه بكفها الصغير وابتسامتها الحانية مع كل خروج له الى عمله ، لتقطع هذه العادات وتلك السعادة المتواضعة أطماع صاحب العمل وتحريضاته على ارتكاب الحرام ومحاولات اغراء الأب بما يخالف ضميره وشرفه ليختلس أو يسرق أو ينهب من المال العام .. الخ .
لترقد حقيبته التى اعتادت اليد الصغيرة تلميعها فى البيت سنوات طوال بلا عمل وتتراكم عليها الأتربة ، فليس لها عمل بصحبة ضمير صاحبها الحى .
ضمير حى وقلوب ميتة ونفوس أصابها الطمع والتكالب على الدنيا فى مقتل ، لتترك هذا الرجل الأخلاقى بلا عمل ولا قدرة على اعاشة أولاده وادارة حياته الصغيرة ، فتتأخر الأسرة خطوات الى الوراء وينشب الفقر فيها أظافره ، فلا مقدرة على توفير ضروريات " حذاء صغير ممزق " ولا تحسينيات وبعض المشهيات " لوح الشيكولاتة " .
القصة أكثر من رائعة فى أسلوب تناولها المختلف والمميز لهذا المضمون والموضوع المُكرر ، وأظهرت براعة الكاتب فى اظهار المشاعر الانسانية وخلجات النفوس ، ومقدار الألم الذى يعتمل فى قلب هذا الأب المكلوم بمأساته وعجزه وحيرته الدامية بين مبادئه ومصالح أسرته الصغيرة .
كان مشهد النهاية فى منتهى القسوة ، فهو لا يقدر على مواجهة ابنته الصغيرة ، ولا يستطيع انتظار ثوان قليلة لتراه فى النور مفضلاً الانسحاب .
فربما لا تدرك ولا تعى الصغيرة فلسفته هذه اذا أراد أن يشرح لها ويبرر ، وهو يتركها للحياة والأيام لتكتشف يوماً أن أباها لم يحرمها ولم يقصر فى حقها ، انما كان حريصاً على ألا يطعمها من حرام .
الأديبة الراقية / خلود محمد جمعة
أولا أشكرك لمتابعتك الدائمة والراقية لأعمالي المتواضعة هنا
ثانيا لقراءتك العميقة الصائبة والتي سبرت بها أغوار القصة
صورت مشهد الأبوة المقهورة ، المكابرة،و الرقيقة بدقة توجع
كان تلخيصك للقصة بعبارتك المتقنة هذه موفقا للغاية ومفيدا للعمل ومن سيقرأه
تقديري واحترامي