1- صفي الدين الحلي
كـانَ الزَمـانُ بِـلُقـيـاكُـم يُـمَـنّينا .... وَحـادِثُ الدَهـرِ بِـالتَـفريقِ يَثنينا
فَـعِـنـدَمـا صَـدَقَـت فـيـكُـم أَمـانينا ......أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنـابَ عَـن طـيـبِ لُقـيـانا تَجافينا
خِـلنـا الزَمـانِ بِـلُقياكُم يُسامِحُنا .... لِكَــي تُــزانَ بِـذِكـراكُـم مَـدائِحُـنـا
فَـعِـنـدَمـا سَـمَـحَـت فـيـكُـم قَرائِحُنا ..... بِـنـتُـم وَبِـنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَـوقـاً إِلَيـكُـم وَلا جَـفَّتـ مَـآقـينا
لَم يُرضِنا أَن دَعا بِالبَينِ طائِرُنا .... شَـقُّ الجُـيـوبِ وَمـا شُـقَّتـ مَـرائِرُنـا
يـا غـائِبـيـنَ وَمَـأواهُـم سَـرائِرُنـا .... تَـكـادُ حـيـنَ تُـنـاجـيـكُـم ضَـمائِرُنا
يَـقـضي عَلينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
حَـمَـدتُ أَيّـامَ أُنـسٍ لي بِـكُـم سَـعِـدَت .... وَأَسـعَـدَت إِذ وَفَـت فـيكُم بِما وَعَدَت
فَاليَومَ إِذ غِبتُمُ وَالدارُ قَد بَعُدَت ......حــالَت لِفَــقــدِكُـمُ أَيّـامُـنـا فَـغَـدَت
سـوداً وَكـانَـت بِـكُم بيضاً لَيالينا
فُـزنـا بِـنَـيلِ الأَماني مِن تَشَرُّفِنا .... بِـقُـربِـكُـم إِذ بُـريـنـا مِـن تَكَلُّفِنا
حَـتّـى كَـأَنَّ اللَيـالي فـي تَـصَـرُّفِـنا..... إِذ جـانِـبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
ومورد اللهو صاف من تصافينا
2 - رضا الموسوي الهندي - تاريخ الوفاة: 1943 ميلادي / 1362 هجري
سـاق المـطـايـا بـنـا للشام حادينا ..... ولا مــحــام لنــا إلا أعــاديـنـا
لم يـبـق مـن إخـوتـي حـام فـيـحمينا ..... أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وجـار حـكـم الليـالي بـعـدهـم فـينا
فـسـوف نـقـضـي الليـالي بعدهم أرقا ..... ونـمـلأ القـلب مـن تذكارهم حرقا
كـنـا جـمـيـعـاً فـأضـحـى جـمعنا فرقا ..... سرعان ما عاد ذاك الشمل مفترقا
ونـاب عـن طـيـب لقـيـانـا تـجـافـينا
هـل يـنـجـلي ليـل هـمـي عـن صـبـاحهمُ ..... وهــل لهـم غـدوة عـقـبـى رواحـهـمُـ
وكــيـف والأرض فـاضـت مـن جـراحـهـمُـ ..... مَـن مـبـلغُ المـلبسينا بانتزاحهم
وجــداً يــبــزُّ كــرانـا مـن مـآقـيـنـا
كـم مـن يـدٍ بـعـدهـم مُـدَّت لتـسـلبـنا ..... سـتـر الوجوه وضرب السوط جلببنا
وأظـمـأونـا فـعـاد الدمـع مـشـربـنـا ..... وقـد خـلعـنـا رداء الصبر أعقبنا
ثـوبـاً مـن الحـزن لا يبلى ويبلينا
يا من تفانوا إلى جنب الفرات ظما ..... وروَّوا البيض في يوم الكفاح دما
مـضـوا عـطـاشـى ولكـن روَّوا الخـذمـا ..... ليـسـق عـهـدكـم صـوب الغـمـام فما
سـقـاكـم النـهـر عـذب الماء ظامينا