على عتبات المساء
أنثى
تتهادى كحقول الياسمين
تستحم بقطرات الندى
تعلق أحلامها في حدائق الوجدان
تضعها لؤلؤةً في إكليل عمرها الزاخر بالآمال ،،
بأناقة زهرات البنفسج
تهجع على وسائد النسيم
تتطاير خصلات شعرها
تسافر لفضاءات الوجد
تتوحد مع مرايا زرقة الأفق
تتأبط ذراع الوحدة ،،
على شاطئ الأنا تتهيأ
تخلع أثوبة الكلام
تسبح في بحار الصمت ،،
للصمت صوت
ضجيج موسيقا بدائية
تنبعث من أحراش الذات
صهيل الماضي المعتق بأنفاس الخيبات
راقصون بلا بوصلة
لهم رائحة الأرض
أجسادهم طبيعة ثائرة
تفرغ طاقات الخوف ..
أكواخ تكسوها فروع الشجر
تسكنها غجرية
بلا قيود
تحترف فنون الفوضى
تتسكع على نواصي الحرف
تمارس هذيان الحواس
تخدش متاهات الفكر
تنفتح توابيت الأنات المنسية
تزج بها إلى ساحات الانكسار
وكهوف الشموع المطفئة
المثقلة بالدموع
تحتسي كؤوس الوجع
حتى الثمالة
تقاوم
تلفظ الماضي كسرات خبر جاف
لا يسمن
ولا يغني من جوع ،،
تثور على نداءات العودة
تتمرد على مدائن المماليك
الموغلة بعمق تاريخ الإنسان
تأبى زحفها الأزلي على خارطة المدى
تهرول حافية القدمين على جسر الانعتاق
بحناحا فراشة تجذبها غواية ضوء ..
كحلم ليلة شتاء تطوي المسافات
تجوب البلدان
ترسو على أرصفة المقاهي الباردة
تقرأ تضاريس الوجوه
دفء ما تبحث عنه
ولا تجده ،،
ينهمر مطر صاخب على جدران القلب
ينبعث نبضاً
يحيي أوردة مشاعر غفت بين ملاحم الهروب
تطلق شهقاتها
ما بين مد وجذر
موجة على قارعة الضجر
وأخرى لاجئة في مسارات الحنين ،،
يتراءى لها المارون على منابر الروح
ظلال ..
أشياء مبعثرة ..
لا يملئون في حيز وجودها سوى النصف ،،
وهي لا يستهويها نصف حياة
ولا نصف حب ..
سارة بيصر