مَا عَاشَ قَلبِي سِوَى مِن طَيفِ ذِكرَاهَا
نَسِيتُ نَفسِي لَكنْ لَستُ أَنسَاهَا
وَكَيفَ أَنسَى الذِي قَد عَاشَ فِي كَبِدٍ
أَجرَى اللهِيبُ بهِ مِن حُبِّهَا آهَا
وَكَيفَ يَنسَى الذِي طَافَتْ بِهِ صُورٌ
مِن الأَلِيمِ وَمَا هَنَّاهُ إلَّاهَا
عَرَفتُهَا يَومَ أَن فِي خَافِقِي لَهَبٌ
بهِ انشَرَحتُ , وَمِن أَحلَى هَدَايَاهَا
أَمُوتُ لَا هَمَّ لِي إلَّا اللقاء بِهَا
وَمَن تَذوَّقَ طَعمَ العَيشِ لَولَاهَا
إِذَا تَنَاءَتْ قَفوتُ الخطوَ مُلتَهِفاً
وإن تَدَانَتْ فَفِي العَينَينِ مَرعَاهَا
وَإنْ تَعَطَّفَ مِنهَا القدُّ فِي بذخٍ
تَطَيَّبَ العِطرُ إذْ يَشْتَمُّ رَيَّاهَا
وَيَنثَنِي الكَونُ كُلُّ الكَونِ يَنظُرُهَا
وَوَدَّ لَو لَم يَكُن قدٌّ لَهَا تَاهَا
الحُسْنُ كَالصُبحِ أَبدَاهَا وَأَكبَرَهَا
هَارُوتُ لَمَّا رَمَتْ بالسحرِ عيناها
خلَّاقةُ الرَوضِ إيمَاءَاتُها مِنَنٌ
وَمَنْ تَنَاثَرَ بِالتَغرِيدِ مُضنَاهَا
هَيفَاءُ رَقَّصَتِ العينينَ إذ عبرتْ
وَضَاقَ ذَرعَاً مِنَ الأنسَامِ مَسرَاهَا
أمَّا مَرَاشِفُهَا وَهَجٌ يُصَبُّ به
خَمرٌ وَكَأسِي الذِي يَسقِيهِ لِي فَاهَا
أنامُ منْ لِذَّةٍ يقظٌ بِنَشوَتِها
وَأَستَفِيقُ مَتَى جَامَتْ ثَنَايَاها
مِن كُلِّ لَحنٍ إِذَا غَنَّتْ تَمَلَّكَنِي
حُبُّ البُكَاءِ ويا طَرَبِي بِأَشهَاهَا
حَتَّى الدُمُوعُ تُصَلِّي نَشوَةً بِدَمِي
لَمَّا تَوَكَّأ فِي قَلبِي بِرُؤيَاهَا
فَكَيفَ أَصحُو وَقَد عَانَقتُ زَهرَتَها
فَقَد أَطِيبُ مَتَى أَشتَمُّ لُقيَاهَا !!!!