|
طفلةٌ يرتمي بحسنٍ بُكاها |
سائلُوها ما خطبُها ؟ما دَهَاهَا ؟ |
هُيِّأت للغناءِ حتى استبدَّت |
ليتَ ربي لحرفِها ما حباها |
وقفت قربَ صبرها الآيس المكـ |
ـبود ليلا تبثُّهُ شكواها |
واستتمَّت آهاتها في أنينٍ |
حين جفَّت من دمعها مقلتاها |
تلطمُ الخدَّ ساعةً وتشقُّ الصـ |
ـدرَ زفراً حتى إذا أعياها : |
فضفضت للنجم والسماء وناجت |
عن جحودِ الورى الهلالَ أخاها |
سائلوها حتَّامَ لاهون عنها |
يا لبؤسي هلَّا أجبتم نداها |
آنسَ الليلُ صدرهُ بالثريَّا |
وبكى الصبر رحمةً لصباها |
أدهاني من البكا ما دهاها ؟؟ |
فقلاني حبيبها واجتواها ؟؟ |
يا أنايَ انفصمت عنِّي لأروي |
ما رماني الزمان لمَّا رماها |
عن جحودٍ قاستهُ إثرَ جميلٍ |
حمَّلاها الإثنان ما حمَّلاها |
أرغماها على البكاء وحسبي |
ندبيَ الحظ حين خابَ رجاها |
أيبسَ الحبَّ جاحدٌ وهْي في مقْـ |
ـتبل العمرِ لم تحقق مناها |
أمن العدل أن تموت وفاءاً |
لجحودٍ . فأين حطَّ وفاها ؟؟ |
ومن الظلمِ أن تناصف بالعمْـ |
ـر لمن كان مصدراً لشقاها |
ومن الغبنِ أن يبلل بالدمْ |
ـع عيونا تكحَّلتْ ليراها |
هل رأيتم فراشةً طافت بالــْ |
ـعطر خرَّت لناره إذ دعاها ؟؟؟ |
هي لولاه لم يلذَّ لها العيـ |
ـش وكم عاش مسرفاً بأذاها |
هل تناسى تلك التي تذرف الدمـ |
ـع بعرفانها القتيلِ إزاها |
هي بالأمس طفلةٌ ذات حسنٍ |
يملأ النفس غبطة من رآها |
هي بالأمس زهرةٌ يسجد العطْـ |
ـر بمحرابها لحرف شذاها |
وهي اليوم هيكلٌ من عظامٍ |
قاتل الله جاحداً ما وفاها |