مسرحية ( الحصان )
يوليوس هاي
مسرحية الحصان ، للكاتب الهنغاري يوليوس هاي ، وهي كوميديا من ثلاثة فصول ، ترجمها إلى العربية علي كنعان .. مُثلت في دمشق سنة 2003 .
المسرحية عبارة عن ملهاة ساخرة يتخيّل مؤلفها أن حوادثها جرت في روما في القرن الأول الميلادي أبان حكم الإمبراطور كاليغولا في ظروف درامية ، وفي حاناتها المترعة بالخمر والميسر والرهان ..
تبدأ المسرحية بشاب ريفي اسمه ( سيلانوس ) قَدِمَ روما مقامراً ، مع حصانه ( انسيتانوس ) المميز والذي يشتهر فيما بعد ، إثر فوزه بسباقٍ الخيول ، فيأمر الإمبراطور بتعيينه قنصلاً بدلاً من القنصل المعزول ، ويضفي عليه القداسة !
فيسارع الناس لمباركة هذا التعيين ، ويستقبلونه بالحفاوة .. فتراهم يجتهدون في التشبه بالحصان القنصل .. صهيله .. حركاته .. وتَعقُد الفتيات شعورهنّ كذيل الحصان ، ويَدُقن الأرض مع الفتيان بأقدامهم محاكاةً له ، ويتغازلون بصهيله ، ويلعبون لعبة الخيل بطريقة رمزية ولكنها مبتذلة !
ثم يقرر الإمبراطور تزويج سعادة القنصل بأجمل فتيات روما .. فيتهافت الآباء والأمهات والبنات للحصول على هذه الزيجة المباركة المقدسة !
وينتهي الأمر بزواج القنصل من ( امينا ) ، الفتاة الرافضة لهذه المهزلة ، بضغوط من أبويها ، وبإقناع من حبيبها ، صاحب الحصان ، موضحاً لها أن الحصان مقدسٌ يمكنه التحول في الليل إلى أي شكل يريد ، كما فعل جوبيتير مع أوريا عندما اغتصبها في صورة ثور !
فاقتنعت ( امينا ) ووافقت .. فكان هذا الشاب الحبيب يزورها كل ليلة على أنه الحصان المقدس !
ومن ثم تنتهي حياة القنصل ، بطعنة غادرة ، فيُغتال في ليلة ظلماء ، بيد النبلاء الذي كانوا يريدون منصب القنصل الجديد !
فيجلس الجميع يأكلون النقانق المصنوعة من لحم القنصل .. وهم يبكون ..
المسرحية تصور حالة الانحطاط الأخلاقي والذوقي الذي أصاب هؤلاء البشر ، والحياة المبتذلة التي يعيشونها ، مع ما يتمتعون به من مناصب وجاه .. ويبرز مدى قدرة هذا الإنسان على أن يتحول شيئاً آخر غير الإنسان ! والانصياع وراء نزواته الشيطانية ، وقدرته على التضحية بأثمن ما يملك .. إنسانيته .. من أجل الحصول على حفنة من مال زائل ، أو منصب ينتهي بأقلّ غضب من سيادة الإمبراطور ، أو وشاية كاذبة من أحد النبلاء ذوو الأخلاق الرفيعة ، ليغدو في عداد الأنعام ، بل أضلّ !
مسرحية تحكي انتكاسة الفطرة الإنسانية ، وانقلاب الطبيعية السوّية ..
ولكن تبقى .. مع كل ذلك .. أصالةٌ للنفس .. يحملها آخرين ، يرفضون الانتكاس ، ويترفعون على نداء الطين !
لغة المسرحية جاءت سهلة بسيطة ممتعة ، والحبكة جيدة ، والكوميديا كانت حاضرة أيضاً ..