|
ببشارة فيحاء كان زواجها |
بحبيبنا ونبينا العدناني |
آيُ السماء تنزلت ببشائر |
فيها لها عزٌّ بديعٌ هاني |
فهي التي نالت مكانة قربها |
من (أحمد) برعاية وأمانِ |
وهي التي حازت شهادة طهرها |
بـ(النور) واقرأ محكم القرآنِ |
في صدق حب للحبيب حياتها |
بعبادة للواحد الديانِ |
أحبب بـ(عائشة) الضياء تقلدت |
فخرا تسامى في أجَلِّ عنانِ |
وروت أحاديث النبي المجتبى |
بفصاحة البرهان والإتقانِ |
ففقيهة التشريع نالت حظوة |
عند النبي برأفة وحنانِ |
أفتت فتاويها بمحض خشوعها |
لله رب العرش والأكوانِ |
وثوت تعلِّم كل من رام السنا |
من شرع وحي الواحد الحَنَّانِ |
وبسنة المختار طه المصطفى |
بثت تفاصيلا لها بلسانِ |
عذب الكلام مطهر مسترسل |
في الفقه والإرشاد للإنسانِ |
وبدت بعلياء المكانة قدرها |
قدر رفيع شامخ البنيانِ |
تهدي الجميع علومها في حكمة |
مبرورة بضيائها الإيماني |
وتوضح الأشياء جهرا للذي |
بسؤاله في لجة الحيرانِ |
فهي الأمومة للذين استمسكوا |
بيقينهم بشريعة الفرقانِ |
عاشت تدرس للأنام دروسها |
بعلوم دين الواجد الرحمنِ |
عن قدر زهراء البتول تحدثت |
عنها بأوفى ذمة وبيانِ |
واذكر(خديجة) في روايتها لنا |
بتألق بفصاحة التبيانِ |
من صدق (عائشة) تفيض محاسن |
شتى لنا لـ(خديجة) الإحسانِ |
حتى بغيرتها الرقيقة أكدت |
بالصالحات طبيعة النسوانِ ! |
وزهت مكارمها بنضرة وجهها |
وذكائها بتدفق لمعاني |
فلأم (عبد الله) (عائشة) الصفا |
مقدارها بفضائل استيقانِ |
أنعم بأم المؤمنين وما لها |
في الفالحات من العطا الرباني |
أكرم بها وبأسرة مبرورة |
كانت بصدق مثمر الأغصانِ |
فمآثر الصديق هلت للورى |
عبر الدهور وطيلة الأزمانِ |
فأبو الكريمة أمنا في صدقه |
صدِّيق خير بالفؤاد الحاني |
بالحب للمختار مزق ثوبه |
في الغار يحمي نعمة المنانِ |
ولأختها (أسماء) شَقُّ نطاقها |
ذاتُ النطاقين ازدهت بتهاني |
في هجرة المحمود فاح أريجها |
في سيرة درية العِقيانِ |
أحبب بـ (عائشة) الندية روضها |
روض جميل ناضر البستانِ |
ولها محبتها الأكيدة في الملا |
بعبير شوق الروح والريحانِ |
بقصيد إعجاب بمدح مثبت |
بصحائف التاريخ في الديوانِ |
يا من حباها المصطفى حبا لها |
واختصها بوشائج الوجدانِ |
واختار حجرتها مقر إقامة |
بزيادة في مكثه بمكانِ |
فيه اللقاء بربه برفيقه |
الأعلى بفردوس علا بجِنَانِ |
يا أمنا ما كان مدحي هاهنا |
إلا المحبة قد ثوت بِجَنَاني |
فلك السلام على الدوام تحيتي |
لحبيبتي أمي بمحض حناني |
والله أسأل أن نكون بصحبة |
يوم اللقا في جنة الرضوانِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما بلبل غنى على الأفنانِ ! |