الحديث الإيجابي صورة العقل
"تحدث لكي اراك " و غيرها من المقولات، توضح أهمية استخدام العقل قبل التحدث، و لكن هل يحدث هذا فعلاً و هل نفكر قبل أن نتحدث؟؟؟ في الغالب لا أظن أن ذلك يحدث. كثيرون ممن استمع إليهم يتحدثون ثم يفكرون هذا إن تم تنبيههم لذلك، بعد أن يكونوا قد قالوا ما قالوه.
نحن لا نكتفي بالحديث بل و نتصرف به و ننقله، و نزيد عليه، كل ذلك يحدث في معظم الأحيان دون فهم لموضوع الحديث و أثره و نتائج ذلك الحديث " على المتحدث به أولا " و على المستمعين لما يقال، و هذا ليس بالأمر العجيب الغريب، لأننا نخسر الأصدقاء و نزيد عدد من لا يحبون الإستماع إلينا بشكل مستمر، و أحدايثنا قبل أفعالنا كثيراً ما تتسبب في المشاكل العائلية و يحدث نتيجة لذلك التفكك الأسري.
والمشكلة الأكبر في مثل هذه الأحاديث أن المتحدثين والمستمعين ينصتون إلى الأحدايث السلبية و يستمتعون بها، و ينشروها بشغف شديد، بالغ ما بلغ أثرها عليهم و على أسرتهم و بشكل خاص على أطفالهم، بحيث أن الحديث الإيجابي لم يصبح نادراً فقط بل أصبح من غير الممكن تصديقه عند نسبة عالية من الناس.
بناء الإنسان يتطلب البيئة الإيجابية، و بشكل مستمر من خلال أحاديثنا و تصرفاتنا وبما يحفز و يساهم في تطوير ذلك الإنسان و توجيه أفكاره نحو التميز والتطور أو إلى ما هو أبعد من ذلك، و هذا البناء يتم في البيت والمدرسة في السن المبكرة و في الجامعة و بيئة الأعمال أيضاً، فهل سنتحول عن الأحاديث والتصرفات ذات الطابع السلبي ؟؟!!!!
باسم سعيد خورما