من وحي (فراق) لأنس الحجار
يا حروفي ما لنزف الملتقى لا يندملْ
كلما أخمدتُ جرحاً هب جرحٌ
كلما أطفئتُ هماً
ثارَ في جوفي اضطرابٌ واشتعلْ
هل أنا الرُبّانُ
أم أني أنا التيهُ الذي
يكوي الشراعَ المحبط المزروعَ في موج المللْ ؟!
يا حروفي فوق جرحِ الصفحةِ الشعثاءِ
يذوي لونُ صوتي
يا لَهذي الأسطرِ العرجاء تمشي في أحاسيسي قليلاً ثم تهوي
يا لَهذي الكِلمة المبتورة الوهج ِ استكانت
وتغنّى في صداها ألفُ موتِ
يا حروفي كلُّ شيءٍ يتحجّرْ
المرايا والنوايا والمنى الخضراءُ فينا تتكسّر
وجموعُ الحزن تهوي فوق صدري
يتهاوى ضوءُ فجري
والظلامُ المرُّ فيه يتجدّر.. يتجدّر.. يتجدّر
ما أظن الصبح إلاّ قد تناسى موعدَ الإبحار نحو الشمسِ
والميعادُ مرميٌ على ليلٍ من الأوهام في جفنيّ يسهرْ
يا حروفي إنّ أقلامي تعاني
حيرةََ البوح المسجّى فوق أوجاعِ الأماني
هل تراها لعنةٌ حّلت على وهج الثواني
أم تراها مركبٌ سوداءَ جاءت من فضاءٍ مدلهمٍ
تخطف الأحلام منا ؟!
لست أدري هل ظَلمنا أم ظُلمنا
يا حروفي سامحيني
فأنا ما عدتُ ذاك الشاعرَ الآتي على غيم القوافي
بالأماني السُمْر يُمطرْ
بغصونِ الضوءِ في كفّيه تُزْهرْ ..
يا حروفي ساعديني
ودَعيني أقرأ القرآن كلّهْ
لم يعدْ يكفي صلاتي ما تيسّر