|
يَبْكِيكِ أَمْ يَبْكِي الْمُنَى أَسْمَاءُ |
وَالشَّمْسُ تَبْكِي وَالرُّبَا الْفَيْحَاءُ ؟! |
يَا زَهْرَتِي لَا تَعْجَبِي مِنْ صَمْتِهِ |
فَالصَّمْتُ جُرْحٌ لَيْسَ مِنْهُ شِفَاءُ ! |
الصَّمْتُ أَدْمَى طَعْنَةً ، وَالْقَلْبُ لَوْ |
تَدْرِينَ يَهْمِي ، وَالْعُيُونُ ظِمَاءُ |
الْعُمْرُ يَا أَسْمَاءُ بَعْدَكِ مُظْلِمٌ |
فَاللَّيْلُ بَعْدَ الْبَدْرِ لَيْسَ يُضَاءُ |
أَنْتِ السَّنَا وَالْعِطْرُ وَالْحُبُّ الَّذِي |
لَهُ فِي الْفُؤَادِ قَدَاسَةٌ وَثَوَاءُ |
يَا زَهْرَتِي قَطَفُوكِ مِنْ قَلْبِي دَمًا |
لَمْ يَقْطِفُوكِ مِنَ الثَّرَى الْجُهَلَاءُ |
يَا بَسْمَةً قُتِلَتْ بِلَا ذَنْبٍ جَنَتْ |
أَنْتِ الْبَرِيئَةُ غَالَهَا الْجُبَنَاءُ |
مَا مُتِّ يَا أَسْمَاءُ بَلْ جُزْتِ الرَّدَى |
لَكِ فِي الْجِنَانِ سَكِينَةٌ وَهَنَاءُ |
قَدْ كُنْتِ كَالطَّيْرِ الْمُغَرِّدِ فِي الرُّبَا |
كَرِهُوا نَشِيدَكِ وَالنَّشِيدُ صَفَاءُ |
قَدْ رَاعَهُمْ أَنْ تُنْشِدِي لَحْنَ السَّمَا : |
مِصْرُ السَّلَامُ عَدَالَةٌ وَإِخَاءُ |
لَمْ يُسْكِتُوكِ صَغِيرَتِي ، بَلْ صَارَ مِنْ |
أَلْحَانِ مَجْدِكِ تُقْبَسُ الْأَصْدَاءُ |
ذِكْرَاكِ يَا أَسْمَاءُ كَالْحُلْمِ الَّذِي |
لَهُ فِي سَمَائِي رَوْعَةٌ وَبَهَاءُ |
هَيْهَاتَ أَنْسَى ، وَالْفُؤَادُ مُعَلَّقٌ |
يَغْفُو وَيَصْحُو وِرْدُهُ أَسْمَاءُ |
إِنْ أَنْسَ لَا تَنْسَ الَّتِي فِي قَلْبِهَا |
حُزْنٌ لِفَقْدِكِ ثَائِرٌ وَبُكَاءُ |
مِصْرُ الْوَفِيَّةُ لَيْسَ تَنْسَى زَهْرَةً |
وَهَبَتْ لِـمِصْرَ الْعُمْرَ وَهْيَ فِدَاءُ |
مِصْرُ الْأَبِيَّةُ لَيْسَ تَنْسَى ثَأْرَهَا |
فِي التُّرْبِ تَشْهَدُ أَعْظُمٌ وَدِمَاءُ |
مَا زِلْتِ مِصْرُ حَيَاةَ مَنْ بَثُّوا الشَّذَا |
وَفَنَاءَ مَنْ لَكِ بِالْعَدَاوَةِ جَاءُوا |
لَا الْغَدْرُ يُرْهِبُنَا ، وَلَا جُنْدُ الدُّجَى |
النُّورُ يَبْقَى ، وَالظَّلَامُ هَبَاءُ |
جُنْدُ الْفَضِيلَةِ لَا يَخَافُونَ الرَّدَى |
فِي دِينِهِمْ أَنَّ الْخُنُوعَ فَنَاءُ |
لَا بُدَّ لِلْإِرْهَابِ أَنْ يَبْلَى سُدًى |
مَا دَامَ فِينَا لِلْفِدَاءِ نِدَاءُ |
قَرِّي وَطِيبِي فِي الْجِنَانِ صَغِيرَتِي |
لَنْ تُحْرَقَ الْأَزْهَارُ وَالْأَشْذَاءُ |
ذَا لَيْسَ وَعْدِي إِنَّمَا مِصْرُ الَّتِي |
وَعَدَتْ ، وَوَعْدُ الْمُؤْمِنَاتِ وَفَاءُ |