الفقير
غدا الفقرُ كَالعُدْوان يُفْسدُ عيْشَنا
....وَ يرْمي قلوبَ الناس بالحزن و الضُرِّ
تَركْنا ضعافَ الناس دُون عنَايةٍ
......يعيشون نَقْصًا في الحياة منَ العُسْر
أَفي العَدْلِ أنْ يَبْقى الفقيرُ مُعَذَّبًا
.....وَ نَحْن لدَينا المَالُ يَكْفي مدَى الدَّهْر
فقد تَخدَع الأيَّامُ بالمال بَعضَنا
.....فيحسبُ فيها العيشَ صَفوًا بلا كدر
و لوْ كانت الأيّامُ تبقى لسَاكن
........لمَا رحلَ الأجدادُ عنَّا الى القبر
فمَا المالُ انْ لمْ يُحْتَسَبْ لافادةٍ
.....سوى فِتْنةٍ قدْ تُكثرُ الذَّنْبَ في العُمْر
على الناس فِعْلُ الخير والبرِّ وَالعَطا
......لكيْ ينْعمَ المُحْتاجُ بالدفء و الستر
رَعى اللهُ أَهْلَ الخَيْر في كلِّ بُقْعَة
.........بهم تظهرُ الأوقاتُ باسمَةَ الثَّغر
بَقيتُ حزينًا منْ مُقَام الفقير في
....... حَياة الرَّزايا و المُعاناة وَ الضّر
يعيشُ وحيدًا في العراء وَ يشْتكي
.......جروحًا أَقامَتْ كالخناجر في الصّدْر
يبيتُ منَ التَّسْهيد فاقدَ رَاحَة
........كأنَّ له جنْبًا مُقيمًا عَلى الجَمْر
وَ يَصْحو عليلا مُتْعَبًا مثلَ طائرٍ
.........يعاني هجومَ الهمِّ و السقم في الأسْر
يَمدُّ اليَدَ اليُمْنى الى الناس سَاكتًا
.......وَ أخْرى تزيلُ الدمعَ يهْطلُ كالقَطر
يُلاقَى بتَكْشير النّيوب تَطاولاً
....كأنَّ قلوبَ الناس صَارتْ منَ الصَّخر
يَمُرُّ عليه الوَقتُ دونَ سَعَادةٍ
.......فمَا أقْبحَ الأوْقَاتَ في عيشَة الفقْر
تُعانِقُهُ الأَحْزانُ منْ كُلِّ جَانِب
.........وَ تَحْضُنهُ الأسْقامُ دائمَةُ الشّرِّ
وَ تُدْخِلُهُ الأوْجاعُ في نَوْبةِ البُكا
......وَ يَحْبسُهُ التَّهميشُ في عتْمَة القَعْر
وَ يُقْمَعُ في كلِّ الأمور وَ لمْ يَعدْ
........يَوَدُّ من الأيَّام شَيئًا سوى القَبر
فلا شَيْءَ في الدنيا لمنْ غابَ مَالُه
.....وَ لا رَاحَةٌٌ في عيْشَة الضَّنْكِ وَ العُسْر
يعيشُ بلا حُبٍّ يُخَفّفُ همَّهُ
........وَ يحْملُ جسْمًا كالطلول منَ الضُّرّ
يَظلُّ وَحيدًا لِلْوَسَاوس عُرْضَةً
........كمَا ضاقَ ذرْعًا منْ حياة بلا سِتْر
وَ منْ نَكَدِ الدُّنيَا يَقاسي وَ غيْرُه
.........يصَاحبُه في عيْشِه منْجَمُ التّبْر
كذا ما يُحِسُّ الحَيْفَ الا مُكابِدٌ
.........يُلاقي منَ الأيام وِقْرًا على وقر
على الأرْض يَمْشي وَ الفُؤادُ مُرَوَّعٌ
.......فلَمْ يدْر طَعْمَ الحُبِّ في زَمَن المَكْر
لقدْ صَحَّ أنَّ الفقرَ فيه مَشقَّةٌ
......و أنَّ هدوءَ النفس في عيْشَة اليُسْر