عندما يرحل شاعر عشرينِّيٌّ
يترك خلفه آثار ذكرى شعرية لا تنمحي
هكذا هو إبراهيم الصرايرة
شاعر مؤتة الأردن ..
رحل في نهاية آب ـ أغسطس من العام الماضي
وهنا في الواحة نقدم لروحه دعاء ..
ومنه في هذه الإطلالة نستقي رواءً
قصيدة الراحل :
سمراء
سَمْرَاءُ رُدِّي لِلَمَسَاءِ حَنِيْنِي
مَا بَالُ حُبِّكِ يَسْتَبِيْحُ أَنِيْنِي
وَلَطَالَمَا فِي الوَرْدِ أَزْجَيْتُ الشَّذَى
هَدْيَاً لِثَوْرَةِ شَعْرِكِ المَجْنُوْنِ
وَنَثَرْتُ فِي عَيْنَيْكِ هَمْسَ قَصَائِدِي
أَطْوَاقُ نُوْرٍ مِنْ رُؤَىً وَيَقِيْنِ
سَمْرَاءُ مَا كَانَتْ بِغَيْرِكِ أَحْرُفِي
أَنْ تَسَتَفِيْقَ عَلَى فَمِ الدَّحْنُوْنِ
فَبِكِ ارْتِحَالُ الكُحْلِ فِي شُرُفَاتِهَا
وَبِكِ ارْتِعَاشَةُ دُرِّهَا المَكْنُوْنُ
سَمْرَاءُ يَا بَوْحَاً عَلَى وَاحَاتِهِ
هَامَتْ صَحَارِيْ سِرِّنَا المَدْفُوْنِ
فَي كُلِّ زَاوِيَةٍ نَقَشْتُكِ مَوْعِدَاً
يَقْتَاتُ سُهَدَ الغَيْمِ فَوْقَ جَبِيْنِي
وَعَلَى ضِفَافِ الوَقْتِ عِشْتُكِ لَحْظَةً
عَذْرَاءَ مَا لَمَسَتْ يَدَاً لِشُجُوْنِي
فَالوَقْتُ فِي أَرْيَافِ حُسْنِكِ حَالَةٌ
أَعَيَتْ هَوَامِشَ لَهْفَتِي وَظُنُونِي
فَأَمَامَهُ اللَّحَظَاتُ تَنْقُضُ غَزْلَهَا
فَأَظَلُّ أَنْسُجُ فِي عُلاَهُ سِنِيْنِي