|
(زعمت سخينةُ أن ستغلب ربها) |
(وَلَيُغْلَبَنَ مُغَــــالبُ الغَلاَّبِ) |
وَلَيُهْزَمَنَ مُكَابرٌ مســـتكبرٌ |
ولَتُدْحَضَنَ مزاعمُ الكَـــذَّابِ |
وليخسأن مجــــاهرٌ متجاسرٌ |
مسترسلٌ في غيــــه بحرابِ |
وليقهرن مجادلٌ مســـتغرقٌ |
بجداله في بغيه المنســـــابِ |
ظن الشريعة مرتعـــا لهرائه |
فعتا بجهل خــــائضا بكتابِ |
من وحي ربك عامرٍ بضيــائه |
سبحانه من باسط وَهَّـــابِ |
وهب المواهب كلهــا لعباده |
تترا بكل بســــيطة ورحابِ |
يا من يحــارب ربه حربا بها |
كفرٌ يبجِّل جملة الأربــــابِ |
من ذا تكون وأنت عبدٌ خاضعٌ |
لله رغما ضمن كل رقـــابِ ؟! |
تحتاج رزقا من لدنـــه بأمره |
يأتي إليك بأيســــر استتابِ |
وكذا الهواء من الفضـاء ميسرا |
لتعيش عيشة هائم بشـــعابِ |
والماء يجري بالعذوبة أينـــما |
وجهت وجهك طـائرا بسحابِ |
ينساب بالغيث الجميــل مهيئا |
للناس جمعا هاطلا بشـــرابِ |
والأرض تُخْرِجُ من زورعٍ تُشْتَهَى |
بالخير من تمر ومن أعنـــابِ |
سبحان من خلق الحيـاة بفضله |
أعطى الأنامَ كرامة الأنســـابِ |
شرع الزواج بطهــره ونقائه |
للناس جمعا وجهة لصـــوابِ |
خلق الخليقة للعبـــادة كلهم |
كي يخضعوا بضــراعة ومتابِ |
وغوى الْمَريدُ عصابة مفتــونة |
تهوي بجرمٍ ســــائل كلعابِ |
تحيا بلهوٍ في ذنـــوب عُتُوِّهَا |
تَجْتَرُّ وهمَ ملاعب الألعـــابِ |
يا من تَهَاوى في مفاتن شقوة |
أصبحت تمشي في خطى الأغرابِ |
أضحيت تمضي في مسالك فتنة |
فيها تلامس لمعةً لســــرابِ |
أمسيت تلهث في محارق شعلة |
أنت الشـــقي بقبضة الحطَّابِ |
ماذا استفدت من المروق بوجهة |
للشر إلاَّ شِـــــدَّة بحسابِ ؟! |
يوم القيامة لا تغـــادر كربة |
بالغم تحيا في لهيب عـــذابِ |
وكذا بدنيـــاك البلايا كلها |
تأتيك جمعا تصـــطلي بعقابِ |
زعم الذين استمرؤوا وهما لهم |
نصرا يؤجج حرقة الألبـــابِ |
في نار درب الإنحلال فيــالهم |
من زمرة بنباحهـــا ككلابِ |
نبحت وحسبت في النباح بلاغة |
تسري بصوت متقن لذئـــابِ |
نشرت رذائلها المقيــتة جهرة |
تحوي عفونة عهــرهم بذبابِ |
يطغى على فرش البغاة تجردوا |
من سترة كانت لهم وثيـــابِ |
حسبوا التَّعَري للعصـاة تقدما |
وتحضرا في هيئة ولُبَــــابِ |
وكذا (سخينة) بالعصور جميعها |
بثت فظاعة إفكهـــا بصحابِ |
صحبوا المفاتن بالدهـور فكلهم |
بالإثم تاهوا في لظى وضبــابِ |
وَلَتُغْلَبَنَ(ســـخينةٌ) ورفاقها |
ولتلعقن مذلة بتــــــرابِ |
ولتقبعن كعبرة بمهـــــانة |
في وهنها بكــــآبة وخرابِ |
ولينصرن الله دينــــا خالدا |
نصرا مبينا باهر الأسبــــابِ |
يا (كعب) تلك قصيدتي أرجو بها |
عفو الإله الواحــــد التوابِ |
صـــلى الإله على النبي وآله |
ما انسـاب دمع العين بالمحرابِ !! |