في سبيل نشر الفكر الإسلامي الصحيح ونقله إلى عقول الناس في أقطار العالم يجب على الكاتب أن يكون عالمًا بأصول التعامل مع الآيات القرآنية وتفاسيرها والحذر من إدخال وجهة نظره الشخصية في هذه المسائل ليفهمها جيدًا ومن ثمَّ يستطيع نقل المفهوم إلى عقول أصحاب الديانات الأخرى من ملحدين وغيرهم
وقعت هذه القصة أمس الأول وإليكم السرد:ـ
قمت بزيارة معرض الكتاب بدعوة صديق لي يريد توقيع ديوانه الجديد وإهداءه لي فلفت انتباهي شاب يافع في العمر وقد ألف كتابًا فلسفيًا من الدرجة الأولى وعنوانه أَقْوَمُ قيلا وفي الأسفل إقرأ بعقلك ـ أعجبني بصراحة العنوان ولكن لا يمر عليَّ مرور الكرام ـ أخذته وقلبت صفحاته الأولى بشكل سريع وعرفت البداية وكانت تتحدث عن نشأة الآلهة وعنوانه حقيقة وجود الإله وقلت له أنت ذكي تجنبت الجوهر الذي يحضر الكتاب الولوج فيه ووضعت كلمة الإله بدلا من الله وأحسنت صنعًا في هذا الباب، ولما عدت للمنزل قرأت الكتاب وتسلسلت به ووجدته قد استعرض الديانات ونقل من كتبتهم مترجما لها وحسب رؤيته هو ونظرته لهم وهذا حق من حقوقه تجاه غيره من البشر، في نهاية الفكرة حول الإله ومن هو الإله الحق دخل في باب لماذا الله سبحانه هو الحق من بين الآلهة، فعرض جميع مواصفات الآلهة وبين مساوئهم وانتهى إلى صفات الله سبحانه، وهذا خطأ وقع فيه الكاتب وهو ما نقصده بالجوهر المحضور، إذ أنه قارن الله سبحانه على أساس أنه آلهة والله سبحانه ليس آلهة أصلًا وإنما إله يُعبد ويجب أن يعي هذه المسألة جيدًا حول المعنى لهذه الكلمة وبين التماثيل التي تصنعها البشر، والله سبحانه منزه عن الصفات التي عرضها وغني عنها ولا يتصف بها وإنما هي في القرآن ندعوه بها ـ أي وسيلة عبادة ليست تعريف وصف ـ وهذا الكاتب كان يخاطب من يتفقون معه على نفس توجهه وهذا لا يكفي لإقناع الملحدين الذين يخاطبهم في كتابه وإنما يجب عليه أن يتعرف على من خلقه أولا ويتوصل إلى أسرار عقله ويحتاج هذا الأمر منه سنوات عديدة للتمحيص في ذاته المخلوقة ونفسه الأمارة بالسوء ونظرته الحمالة الأوجه، وفي نهاية الفكرة قال عن الله مالك الملك بيديه كل شيء.
هنا وقع الكاتب في جريمة فكرية ولم يسبقه أحد من العلماء السابقين والمتأخرين، والجريمة هي اتهام الله بأنه له يدين وأعتبر هذه الكلمة زلة غير مقصودة من الكاتب إن كان لم يعيها تماما فقال الله سبحانه بيده كل شيء وهذا يعني القدرة ليس فيها شيء وصفيَّ، هذا مختصر الفكرة التي أود إيصالها وقد وعدت الكاتب بكتاب أرد عليه بإذن الله
تحياتي للكاتب سلطان موسى الموسى
سالم بن زايد