للماء فيكَ زمانٌ أيقظ الكانا
من غفوةِ الوقتِ حين ابتلّ ظمآنا
كم أرّقَ الـ(كيف) حين امتدّ في لغةٍ
للآنَ تبحثُ فيكَ الفجر عنوانا
تشتاقُ لاسمكَ تدري فيكَ ما انطفأت
شمسُ العطاءِ بليلٍ مرّ طغيانا
للآنَ واقفةٌ في سطرِ غيبتهِ
والحرفُ ينزفُ في الأوراقِ أشجانا
قد مرّ فيها شراعُ البوحِ عاطفةً
لمّا أذابت بصدرِ الحرفِ وجدانا
ونحنُ أينَ على شطآنِ غربتنا
للبعدِ نبحرُ واللاشيء منفانا
خلفَ السؤال قطعنا ألف خاطرةٍ
للفجرِ تسألُ عنكَ الـ( أين)رؤيانا
أبصرتُ بوصلةَ الأشواقِ في لغتي
تشيرُ نحوكَ لو رددّت ألحانا
للآن تنزفُ في الأسماعِ جملتها
لمّا تسلّقَ فيها الحزنُ مغنانا
إنّا بنوك وإن لم نقترف زمنا
فيهِ الذنوبُ أماتت فيكَ أزمانا
يامن سكنت ربيع الشعر ينزفني
عمرٌ تبرعم من معناكَ أغصانا
مازال يثمر فيكَ الحسّ فاكهةً
تفاحُ حكمتها بالحبّ أغوانا
طعمُ الخطيئةِ فيها كلّما نضجت
آثامُ عشقكَ نعطي الفجر قربانا
حيثُ الترانيمُ نهرٌ طالما اغترفت
منهُ النواعيرُ ما يبقي لذكرانا
إنّا كما الماء نجري في ضفافِ فدىً
يبتلّ معنى بهِ الإحساسُ غنانا
نعيرُ للحبّ أرواحا تعلّمهُ
معنى النقاء وكيفَ الأفقُ أوحانا
كي نستعيرَ من الأضواءِ حكمتها
وكي نخلّدَ في الأحياء موتانا
وكي نحارب فكر الليلِ حين لهُ
يخشى القويّ ولو في ذاك بلوانا
هذي فواتيرنا الأثمانُ يا وطني
فيها نسددّ أرواحا وأبدانا
كيما تجيئ سنينٌ تصطفي زمنا
فيهِ يترجمُ هذا الحبّ معنانا