من محل بجوار حيِّنا .. بحثت عن خبير في الكهرباء لغرض إصلاح عطل في منزلي
ووجدت أخًا اسمه ( حمدي
واتفقنا على موعد أتاني بناء عليه
ولما بدأ في عملية الإصلاح كان يراقب أني لا أراقب غير كتاب أراقبه قراءة
وكان الكتاب عن الأدب فسألني هل أنت شاعر ؟
فأجبت : هكذا قالوا
فواصل حديثه عن أنّ رفيقًا له يافعيّ القبيلة شاعر شاعر
وهنا توقفت عن القراءة وسألته عن اسم رفيقه فأجاب : حسين
ثم غفلتُ عنه متعمدا .. وحين انصرافه سلّمته رسالة فيها قصيدة ستأتي تاليًا
على أن عمله في منزلي لم ينته بعد .. فقلت هي فرصة ليرد عليّ الشاعر ..
وعاد حمدي بعد فترة ما ولم يحضر ردًّا من صاحبه الشاعر شِعرًا كما اعتقدت
بل كان ثناءً منه وإطراءً .. فقط
نُبِّئْتُ أنَّكَ شاعرٌ .. تُدعى حسين اليافعي
أهلًا بفذِّ قبيلةٍ .. رنّ اسمها بمسامعي
أهديك منِّي تحيّةً .. كالورد غرسُ الزَّارعِ
إنَّ القلوب تآلُفٌ .. في الودِّ مثلُ أصابعِ
تحيا بذكرٍ طيِّبٍ .. هو خيرُ زادٍ نافعِ
لمَّا أتى (حَمْدي) هنا .. بفضائلٍ وتواضعِ
أفشى إليَّ بسرِّهِ .. عن نجمِ شعرٍ لامعِ
أحببتُ أكتبُ ما ترى .. فعسى تروقُ صنائعي
عساها ترسم ضوء ابتسامة