لا تَبْتَئِسْ يا سَيِّدَ الْكُفَّارِ
***********************
لا تَبْتَئِسْ يا سَيِّدَ الْكُفَّارِ
فَالْمُسْلِمُونَ دَعَوْا هُنَا لِلنَّارِ
مَا فَرَّطُوا تَاللهِ في أَهْوائِهِمْ
بَلْ فَرَّطُوا في عِرْضِهمْ والدَّارِ
والْمَجْدَ بَاعُوا ، مَا شَرَوْهُ وَإِنَّما
وَرِثُوهُ عَنْ جِيلٍ مِنَ الْأَخْيَارِ
جِيل تَفَجَّرَ عِزَّةً وكَرامَةً
وشَهَامَةً وَمُروءَةَ الْأَطْهَارِ
دَانَتْ لَهُمْ كُلّ الدُّنا في ذِلَّةٍ
وَسَقَوْا بِلادَ الْكُفْرِ كَأْسَ الْعَارِ
لَمْ يَنْتَهُوا إِلّا وَقَدْ خَضَعَتْ لَهُمْ
كُلّ الْمُلُوكِ بِسَائِرِ الْأَقْطَارِ
لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ ظُلْماً ولا
غَرَّتْهُمُ الدُّنْيا كَمَا الْفُجَّارِ
بَلْ جَاهَدُوا في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ
لِيُدَافِعُوا عَنْ سُنَّةِ الْمُخْتَارِ
وَيُمَكِّنُوا لِلْمُسْلِمِينَ لِيُحْكَمُوا
دَوْماً بِشَرْعِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
والْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ بَاعُوا مَجْدَهُمْ
بِالنّفْطِ والنّسْوانِ والدُّولارِ
واسْتَبْدَلُوا بِالْمَجْدِ ذُلّاً فَاضِحاً
وَخُنُوعهُمْ وَرُكُوعهُمْ للشَّارِي
فَتَغَيَّرَتْ أَحْوَالهمْ مِنْ بَعْدِهَا
وَتَبَدَّلُوا بِالْعِزِّ دَارَ بَوارِ
وَتَفَرَّقُوا شِيَعاً وَمُزِّقَ مُلْكُهُمْ
والْقُدْسُ ضَاعَ عَلَى يَدِ الْأَشْرارِ
وَغَدَا أَسِيراً لِلْيَهُودِ وَلَمْ يَزَلْ
يَشْكُو الْهَوانَ عَلَى عَمِي الْأَبْصَارِ
يَشْكُو إِلَى اللهِ الْعُرُوبَة كُلّهَا
والْعُرْب في أَيٍّ مِنَ الْأَمْصَارِ
وَأَبَى الْأَرَاذِلُ مِنْ بَنِي أَوْطَانِنا
إِلّا اتِّباعَ شَرائِعَ الْكُفَّارِ
لَمْ يَتْرُكُوا سُنَناً لَهُمْ أَوْ عَادَةً
إِلّا وَجَاؤُوهَا مَعَ الْإِصْرارِ
فَتَشَبَّهُوا بِالْكَافِرِينَ تَأَسِّياً
حَتَّى غَدَوْا مَسْخاً مِنَ الْأَوْزَارِ
أَعْمَاهُمُ الْوَهَنُ اللَّعِينُ بِذَنْبِهِمْ
وَتَنَافَسُوا الدُّنْيا بِلا إِقْتَارِ
فَتَفَشَّتِ الْفَحْشَاءُ في أَوْطَانِهِمْ
لَمَّا عَتَوْا عِنْ شِرْعَةِ الْجَبَّارِ
وَتَعَطَّلَتْ أَرْزَاقُهُمْ وَتَقَطَّعَتْ
أَرْحَامُهُمْ وَنَسُوا حُقُوقَ الْجَارِ
حَتَّى الْمَهَابَة مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّهمْ
نُزِعَتْ وَفَرَّتْ دُونَمَا إِنْذَارِ
لَمْ يَبْقَ مِنْهَا غَيْرَ سِيرَتَها الَّتِي
وَرَدَتْ لَنَا مِنْ سَالِفِ الْأَخْبَارِ
أَوْ مَا تَفَلَّتَ مِنْ بَرَاثِنِ جَهْلِهِمْ
مِمَّا حَوَتْهُ بَوَاطِنُ الْأَسْفَارِ
والْآنَ صَارَ الْمُسْلِمُونَ أَعَمّهُمْ
غُرَبَاء في وَطَنِ الْخُنُوعِ الضَّارِي
مِثْل الْعَبِيد أَذِلَّة لَحَسِبْتَهُمْ
مِنْ صَمْتِهِمْ خُلِقُوا مِنَ الْأَحْجَارِ
لا يَسْتَوُونَ مَعَ الدَّوَاب لِأَنَّهُمْ
دُونَ الدَّواب وَدُونَ أَيِّ حِمَارِ
فاهْنَأْ عَدُوَّ اللهِ حِيِناً رَيْثَمَا
يَأْتِي الزَّمَانُ بِزُمْرَةِ الْأَبْرَارِ
لِيُزَلْزِلُوا مُلْكَ الْيَهُودِ ويَمْسَحُوا
عَنْ وَجْهِ جِيلِ الْعُهْرِ سَمْتَ الْعَارِ
*************************
بقلمي
أحمـــ الجمل ـــد