أولاد الكلاب
***********************
وقالَ ليَ ابْتَسِمْ يابْنَ التُّرابِ
فَقُلْتُ لَهُ اسْتَقِمْ خَلْفَ الْكِلابِ
وَحَدِّثْني وَسَلْ مَا شِئْتَ وانْظُرْ
لَعَلَّ الْكَلْبَ يَسْبِقُ بالْجَوابِ
فَإِنَّ الْكَلْبَ فِي قَوْمِي عَزِيزٌ
يَكَادُ يَؤُمُّ أَجْيَالَ الشَّبابِ
يُهَانُ الْمَرْءُ في وَطَنِي وَلَكِنْ
سُمُوُّ الْكَلْبِ يُرْفَعُ للسَّحَابِ
يَنَامُ عَلَى الْأَسِرَّةِ إِيْ وَرَبِّي
وَيَنْعَمُ بالطَّعَامِ وبالشَّرابِ
وَيَأْكُلُ مِنْ لُحُومٍ لَوْ رَآهَا
جُمُوعُ الشَّعْبِ قَامُوا بانْقِلابِ
وَيَذْهَبُ للطَّبِيبِ وَإِنْ مَرِضْنا
نَمُوتُ مِنَ التَّوَجُّعِ والْعَذابِ
أَلَمْ تَرَ مَوْكِباً لِلْكَلْبِ لَمَّا
يَتُوقُ إِلَى التَّنَزُّهِ والتَّصَابِي
يَهِيمُ كَمَا الْأَمِير بِكُلِّ رَوْضٍ
وَنَحْنُ نَرُوحُ مِنْ بَابٍ لِبَابِ
فَلا تَعْجَلْ فَإِنَّ الْكَلْبَ حَتْماً
سَيَلْبِسُ عِنْدَنَا أَغْلَى الثِّيابِ
وَلا تَعْجَبْ إِذَا كُنَّا بِأَرْضٍ
تَقَلَّدَ مُلْكهَا شَرّ الدَّوابِ
وكانَ الْحَاكِمُ الْعَرَبِيُّ فِيِهَا
حَقِيراً أَوْ أَخَسّ مِنَ الذِّئَابِ
يَبِيعُ الْأَرْضَ والْأَعْرَاضَ بَخْساً
وَيَشْرِي وُدَّ أَوْلاد الْكِلابِ
فَصِرْنا فِي عُيونِ الْغَرْبِ عَنْزاً
يَسِيلُ لِأَجْلِهَا كُلُّ اللُّعَابِ
عَلامَ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّي
كَمِثْلِ الْكَلْبِ مِنْ وَقْعِ الْخِطابِ
فَقُلْتُ تَمَنَّ إِلَّاهَا فَهَذِيْ
لَعَمْرُكَ يا صَدِيِقِي كالسَّرابِ
تَمَنَّ عَلَى الْعُرُوبَةِ أَيّ شَئٍ
سِوَى شَيْئَيْنِ مِنْ أَقْسَى الصِّعَابِ
بِأَنْ تَحْيَا كَإِنْسَانٍ كَرِيمٍ
وَأَنْ يَرْضَوْكَ مِنْ آلِ الْكِلابِ
**********************
بقلمي
أحمـــ الجمل ـــد