ملف مرفق 2756
من خلف الشاشة النهرية المتلألئة أتتبع ابتسامتك وهي تلتقط رنين الشمس. حبيبي.. ومن خلف بتلات الورد ألحظ نظراتك تراقبني. شوقي.. ومن وراء الغيمة تنثر على شعري المخملي خيالاتك. أغفو وأصحو على روحك.. نبضك.. دفئك.. سار حبك بسرعة الضوء فانتشر في فضاءات الكون ، وصار إلهاما عليه نصحو وننام.
وكلما قرأت كلماتك دارت الشمس حول الأرض... ، ودارت الأرض حول القمر ، ليصير الزمن ملكنا ، والمد والجزر لعبتنا ، والشروق والغروب ألوانا تنسكب في الفجوات ، بل وفي كل الثغرات.
ألا ترى كيف صار الحب كوكبنا ، وحركة الحياة ملك قلوبنا الحرة ؟! ألا ترى.. كيف صار الحب مظهر الجمال المكاني الخلاق ، وكيف صارت الطبيعة مشاعر ؟ فحينما ألتقي بك أشعر بالورد ، وحينما تبتعد تسكنني الريح ، وحينما أشتاق إليك يتملكني البحر ، وحينما أغضب منك أتلمس البركان في ملامحي ، وحينما أهدأ يملؤني حفيف الشجر..؟
كن حبيبي أوسع من الكون ، وسيتملكك الكون ، فتتسرب داخلك حركته وسكناته ، ليملأك الوعي ، وتفقد الشعور ؛ إذ أنت الشعور ، وتفقد التفكير ؛ إذ أنت كل الفِكَر ، ولا يتملكك الانفعال ؛ فهو بأمرك يتحرك.
ومنذ ذلك الوقت - عزيزي- صار كوكبنا الحب ، فانقرضت الكوارث كما الديناصورات ، وكذلك الهموم والمخاوف والمتاعب صارت إلى فناء ، وظلت علاماتها تتجلى في الطبيعة.
أصبحت الحياة - أي حبيبي - إنسانا يشرق ويغرب ، يتدفق ويختزن ، يشتعل ويتجمد.