يـــــوم العبــــــور
يومَ العبورِ وساعــــةَ الأمجادِ *** يا فخرَ مِصرَ وبسمــــةَ الأعيادِ
يا يومَ مصرَ وقد أعادَ رجالُها *** كلّ الذى سَلَبَتْه أيدى العــادِى
مصرُ التى عَبَرَ القَنَاةَ أُسُودُهَــــا *** يفدونَها بِالرّوحِ والأجْسَادِ
نَظَرُوا إلى سَيْنَاءَ في أسْرِ العِدَى*** تَشْكُو مَرَارَ القَيْدِ والْـجَـلاّد
وإلى القَنَاةِ تَئِن ّّ-في جَنَبَاتِهَا- *** أمْواجُهَا ومَعَاوِلُ الأجْــدَادِ
(بَرْلِيفُ) يَمْنَعُهَا لِقَاءَ رَفِيــقَةٍ *** مَا فُرّقَا مُذْ لَحْظَةِ الـمِيلادِ
يا عَابرًا بَحْرَ القَنَاةِ تَحِيّةً *** مِنْ أرْضِ مِصْرَ وَمِنْ رُبُوعِ الوَادِى
قَـبّلْتَ في يومِ الفِداءِ رِمَالَهَا *** وَرَفَعْتَ رَايتَها مَدَى الآبَــادِ
وَخَرَقْتَ برْلِيفَ الـمَنِيعَ بِمَائِها *** فهَوَى الجِدارُ مُحَطّمَ الأَوْتادِ
فرّتْ أمَامَ الّليث دبّاباتُهُمْ ***منْ هَوْلِ مَا سَمعَتْ عَنِ الصّيّادِ
أَسْقَطْتَ زَرْقاءًا فَوَلّى نَجْمُهَا ***ودَهَسْتَهَا فِى عِزّةٍ وَعِنَادِ
وَغَــــرَسْتَ رايةَ أمَّةٍ مَنْصُورَةٍ ***وَفَتَحْتَ صَدْرًا بُغْيَةَ اسْتِشْهادِ
فَسَطَرْتَ في يَوْمِ العُبُورِ مَلَاحِـمـًا ***بَدَمٍ زَكِىّ ٍكَانَ خَيْرَ مِدَادِ
وَطَوَيْتَ أَمْوَاجَ القَنَاةِ كَبَارِقٍ ***وَصَنَعْتَ مِنْ بَرْلِيفَ حَشْوَ وِسَادِ
يَا صَائِمًا ولّى النّهَارُ وَإِنّهُ***بَيْنَ المْـَدَافِعِ والقَنَابِلِ صَادِى
فَرَوَاكَ فَتْحُ اللهِ أَعْذَبَ شَرْبَةٍ ***فَشُغِلْتَ عنْ ماءِ الْـحَيَا- بِجهَادِ
في (سِتّ سَاعَاتٍ) هَزَمْتَ غُرُورَهُمْ ***وَهُمُ الْأُلَى جَاؤُوا بِكُلّ عَتَادِ
يَا عَازِفًا لَحْنَ البُطُولَةِ فَوْقَهَا ***بِدَمٍ وَنَارٍ ذَوّبَا أَعْوَادِى
مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ وَمَا تَرَكَتْ لَنَا*** أَلْحَانُكُمْ نَغَمًا لَدَى الإنْشَادِ
أَلْحَانُكُمْ مَا في العَرُوضِ مِثَالُهَا ***فِي رَوْعَةِ الأَسْبَابِ والأَوْتَادِ
إِنّى إذَا أنْشَدْتُكُمْ لَـمْ أُعْطِكُمْ *** حَقًّا فَشَاعِرُكُمْ قَلِيلُ الزّادِ
(اللهُ أَكْبَرُ) يَا كِنَانَةُ كَبّرِى ***يَا مِصْرُ يَا مَنْصُورَةَ الأَجْنَادِ
(اللهُ أكْبرُ) يَا بِلادِى أَفْطِرِى ***فَالْعِيدُ جَاءَ مُصَاحِبَ الأَعْيَادِ